وقالت حركة حماس، اليوم الاثنين، إن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة "انتصار لشعبنا وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال (الإسرائيلي) ومخططات التهجير".
وذكرت حماس في بيان: "مشاهد عودة الحشود الجماهيرية لشعبنا إلى مناطقهم التي أُجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمرة، تؤكد عظمة شعبنا ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة".
وأضافت: "هذه المشاهد المفعمة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه".
وتابعت: "نؤكد أن عودة أهلنا النازحين إلى بيوتهم يُثبِت مجدَّداً فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية في تهجير شعبنا وكسر إرادة الصمود لديه".
وشددت الحركة بالقول: "نقف مع شعبنا العظيم في هذه اللحظة التاريخية، وندعو إلى تكثيف وصول كل المساعدات والمواد الإغاثية إلى كامل مناطق قطاع غزة".
بدوره، قال القيادي في حركة حماس عزت الرشق إن مشهد عودة النازحين إلى شمال غزة "تتحطم أمامه كل أحلام وأوهام الاحتلال في تهجير شعبنا الفلسطيني".
في السياق، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن "عودة النازحين تأتي رداً على كل الحالمين بتهجير شعبنا بعد تجاوز مشكلة الأسيرة أربيل يهود"، وأضافت في بيان أن "صمود شعبنا سيقضي على أي أحلام صهيونية لسرقة الفرح من قلوبنا، وسيكسر قيد السجان والاحتلال".
بالمقابل، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن حماس حصلت على ما أرادت هذا الصباح بعد عودة السكان إلى شمال القطاع، موضحة أنه من الصعب جداً على إسرائيل العودة إلى القتال في شمال القطاع بعد المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأشارت الإذاعة إلى أن العودة إلى القتال داخل منطقة مكتظة بالسكان ستكون مهمة شبه مستحيلة في غضون أسابيع قليلة.
من جانبه قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير: "ليس هذا ما يبدو عليه النصر المطلق، بل الاستسلام التام".
وتابع: "عودة السكان إلى شمال قطاع غزة صورة لانتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة غير الشرعية.. جنودنا لم يقاتلوا ولم يضحّوا بحياتهم في قطاع غزة من أجل السماح بهذه الصور. يجب أن نعود إلى الحرب وندمر كل شيء".
وتزامناً مع مشاهد عودة النازحين، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر عسكرية قولها إن "إسرائيل دفعت ثَمَن صفقة كاملة بفتحها محور نتساريم دون أن تحصل على المقابل كله".
وأضافت تلك المصادر أنه "كان يجب الحفاظ على محور نتساريم كورقة تفاوض وأهميته بالنسبة إلى حماس واضحة".
وفي وقت سابق، الاثنين، بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منطقة شمال غزة (محافظتا غزة والشمال) بعد تهجيرهم قسراً من منازلهم نتيجة الإبادة الإسرائيلية التي امتدت إلى أكثر من 15 شهراً.
وبدأ آلاف الفلسطينيين العودة عبر شارع الرشيد في تمام الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وذلك سيراً على الأقدام، بناء على اتفاق وقف إطلاق النار.
وستبدأ العودة إلى شمال غزة عبر شارع صلاح الدين بالمركبات والسيارات فقط وليس مشياً على الأقدام في التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وفق ما قالته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وخلّفَت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
