وأوضحت الصحيفة أن التغيير في الأوامر جاء بناءً على تعليمات من قائد المنطقة الوسطى آفي بلوط وقائد فرقة الضفة يكي دولف. وقال ضباط بجيش الاحتلال إن "قائد المنطقة أعطى أوامر تسمح بإطلاق النار على كل سيارة تخرج من مناطق العمليات في الضفة".
وذكر مصدر أمني للصحيفة أنهم يعتقدون أن ارتفاع عدد الشهداء غير المسلحين في الضفة مؤخراً غير اعتيادي، بينما أوضح جنود إسرائيليون شاركوا في عملية الضفة أن أوامر إطلاق النار واسعة، وسهلت على الجنود الضغط على الزناد.
وذكر الجنود أن قائد المنطقة الوسطى سمح بإطلاق النار بقصد القتل في الضفة دون اللجوء إلى الاعتقال.
كما كشفت صحيفة "هآرتس" تفاصيل استشهاد الشابة الفلسطينية رهف الأشقر في مخيم نور شمس يوم أمس الأحد. وأشارت إلى أن "جيش الاحتلال وضع قنبلة من أجل تفجير مدخل المنزل واقتحامه، دون إبلاغ الموجودين في المبنى بوضع القنبلة ونيتهم التفجير".
وأضافت أن الشهيدة رهف فتحت الباب، وما إن فعلت ذلك حتى انفجرت القنبلة وارتقت إثر ذلك شهيدة.
ونقلت هآرتس عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: "نعتقد أن ارتفاع عدد الشهداء غير المسلحين في الضفة مؤخراً غير اعتيادي".
"حرب إسرائيلية شاملة"
في غضون ذلك، قالت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية إن تل أبيب تشن "حرباً شاملة" على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، منذ بدء وقف إطلاق النار بقطاع غزة في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
ومنذ بدء هذه الإبادة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 909 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفاً و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وذكرت "بتسيلم"، في منشور عبر منصة "إكس"، أن إسرائيل تشن "حرباً شاملة" ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، منذ وقف إطلاق النار في غزة.
وأشارت إلى أن مستوطنين إسرائيليين هاجموا، خلال الأسابيع الأخيرة، قرى ومواطنين فلسطينيين بشكل شبه يومي، وأحياناً تحت أعين جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت: "منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير/كانون الثاني، كثف الجيش الإسرائيلي اقتحاماته للمدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وشنّ هجمات أودت بحياة عشرات الفلسطينيين".
وأرفقت المنظمة منشورها بمقطع مصور يُظهر اعتداءات ارتكبها مستوطنون وجيش الاحتلال خلال الأشهر الماضية بحق فلسطينيين في الضفة الغربية.
وأفادت بأنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى نهاية عام 2024، قتل جيش الاحتلال والمستوطنون 737 فلسطينياً، بينهم ما لا يقل عن 168 قاصراً.
وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ جيش الاحتلال عدواناً عسكرياً على شمال الضفة الغربية استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما.
وبعد 6 أيام، وسّع عدوانه إلى مدينة طولكرم، ثم بدأ في 2 فبراير/شباط الجاري عدواناً في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، وبينما انسحب من طمون بعد 7 أيام، يواصل عدوانه في المخيم.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني الماضي، إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.