دمار إثر استهداف جيش الاحتلال مربعات سكنية في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة / صورة: AA (AA)
تابعنا

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين إلى "43,061 شهيدا و101,223 إصابة" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأوضحت أن "الاحتلال ارتكب 4 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية ضد العائلات في القطاع وصل منها للمستشفيات 41 شهيدا و113 إصابة".

وأضافت أن "عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

وقال المكتب الإعلامي الحكومة بغزة، في بيان اليوم الثلاثاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب "مذبحة فظيعة ومروّعة حيث قصف عمارة سكنية تعود لعائلة أبو النصر مكونة من خمسة طوابق، ويتواجد فيها أكثر من 200 مدني استشهد منهم 93 شهيداً وأكثر من 40 مفقوداً ووجود عشرات الإصابات".

وقالت حركة حماس في بيان إن "المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو الصهيوني صباح اليوم بقصفه بنايةً سكنية في منطقة مشروع بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، أدت في حصيلة أولية لاستشهاد ما يقرب من 80 مواطنا من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال".

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر طبية فلسطينية استشهاد أكثر من 77 فلسطينياً بعد قصف الاحتلال عمارة سكنية من 5 طوابق وتؤوي قرابة 150 نازحاً تعود لعائلة أبو نصر في مشروع بيت لاهيا.

ولا يزال عشرات المواطنين تحت أنقاض المنزل المقصوف في ظل عدم تمكن طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إليهم، وفقاً لما قالته الوكالة.

ونقلت "وفا" وجود أكثر من 20 مصاباً بإصابات خطيرة، وصلوا إلى مستشفى "كمال عدوان"، الذي يتعرض منذ فجر اليوم إلى قصف مدفعي متواصل.

من جانبه، قال مدير المستشفيات الميدانية بغزة مروان الهمص، إن "الطواقم الطبية لا تستطيع إسعاف عشرات المصابين في مجزرة بيت لاهيا بسبب نقص الإمكانات والمستلزمات الطبية".

وأضاف الهمص في تصريح صحفي، أن معظم المصابين في مجزرة مشروع بيت لاهيا قد يُستشهدون في أي لحظة بسبب نقص الإمكانات.

ودعا الهمص العالم إلى إرسال وفود طبية متخصصة لإسعاف عشرات المصابين في المستشفى.

وفي الوقت نفسه، ذكر شهود عيان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى كمال عدوان، في أثناء إسعاف مصابي مجزرة مشروع بيت لاهيا.

إجلاء مرضى من "كمال عدوان"

أجْلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الثلاثاء، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، 20 مريضاً و14 مرافقاً من مستشفى "كمال عدوان" شمال قطاع غزة المحاصَر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ونقلتهم إلى مشفى الشفاء بمدينة غزة.

وقالت الجمعية في منشور عبر منصة "إكس"، إنها نفذت، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، عملية إجلاء مرضى من مستشفى "كمال عدوان" الذي يعاني أوضاعاً مأساوية جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على شمال القطاع وشح الأدوية والمستلزمات الطبية، ونقلهم إلى مستشفى الشفاء.

وأضافت الجمعية أن "عملية الإجلاء استغرقت ساعات طويلة تمكنت خلالها طواقمنا من إجلاء 20 مريضاً و14 مرافقاً".

والاثنين، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن "مستشفى كمال عدوان" بات يعمل بطبيب واحد فقط بعد اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي وترحيله كل الكادر الطبي، وناشدت الوزارة في بيان المؤسسات الدولية بسرعة إيفاد فرق طبية جراحية للمستشفى لإسعاف العدد الكبير من الجرحى والمرضى.

والسبت انسحبت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من المستشفى مخلّفة شهداء فلسطينيين ودماراً واسعاً داخله وخارجه بعد يومين من اقتحامه.

أوضاع كارثية

ولليوم الخامس والعشرين يعاني سكان شمال قطاع غزة من نقص حاد في المياه والطعام جراء الحصار المطبق الذي يفرضه عليهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في إطار استمراره في عملية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي منذ بدء عمليته العسكرية هناك في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ولا يجد الفلسطينيون، الذين رفضوا الاستجابة لأوامر التهجير الإسرائيلية وآثروا البقاء في منازلهم ومراكز الإيواء شمال غزة، ما يسد رمقهم اليوم بعد نحو 25 يوماً من الحصار، مما أدى إلى نفاد المياه الصالحة للشرب ومخزون الطعام لديهم.

وخلال العملية العسكرية، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقصف المباشر وغير المباشر آبار مياه وألواح طاقة شمسية كانت تساعد الفلسطينيين في توليد الكهرباء لرفع المياه إلى منازلهم، مما دفعهم إلى استعمال المياه الملوثة بوصفها البديل الوحيد.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلّفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتُواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً