انطلقت في قطاع غزة الخميس، حملة لجمع مساعدات وهدايا لدعم الأطفال المتضررين من زلازل تركيا وسوريا التي ضربت البلدين في 6 فبراير/شباط.
تأتي الخطوة في سياق حملة "جسد واحد" التي أطلقتها جمعية معهد الأمل للأيتام (غير حكومية) بمدينة غزة الأحد الماضي، تضامناً مع تركيا وسوريا.
وأفاد مسؤولون في الجمعية لوكالة الأناضول، بأن حملة التبرعات لاقت إقبالاً من الشركات الخاصة والأيتام الذين تبرعوا بهدايا وألعاب لنظرائهم المتضررين من الزلزال في البلدين.
وعكف الأطفال على تغليف الألعاب التي سيقدّمونها لأطفال تركيا وسوريا بألوان زاهية لبثّ الفرحة وزرع الابتسامة على وجوههم، ووفق مراسلة الأناضول.
كما ثبّتوا ملصقات وردية اللون على الهدايا المرسلة، كُتب عليها "من أطفال غزة إلى أطفال تركيا" مع اسم الطفل المتبرع بالهدية.
وتُعتبر هذه أول حملة لجمع المساعدات تنطلق في قطاع غزة رغم واقع سكانه الصعب، في ظلّ وقفات وأنشطة تضامنية تنظّمها جمعيات ومؤسسات رسمية في القطاع تضامناً مع تركيا وسوريا.
ردّ الجميل
يقول المدير التنفيذي للجمعية إياد المصري، إن الحملة "تهدف إلى جمع المساعدات العينية والمالية لدعم الأطفال المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا".
وأضاف في حديثه للأناضول: "ستستمر لمدة شهر كامل، على أن تُرسَل الهدايا إلى تركيا وسوريا بالتنسيق مع الهلال الأحمر التركي".
وأوضح أنها ضمن حملة "الجسد الواحد" التي سبق أن أطلقها المعهد "للتعبير عن تضامن ومشاعر الشعب الفلسطيني مع الشعبين المتضررين من الزلزال".
وعدّ المصري هذه التبرعات التي يقدّمها الأطفال الفلسطينيون "نوعا من الوفاء للشعبين التركي والسوري"، ولـ"رد الجميل للشعب التركي الذي عمل دائماً على دعم ومساندة الفلسطينيين خلال الاعتداءات العسكرية على قطاع غزة وكان لهم دور في رسم البسمة على شفاه الأطفال".
وتابع: "تُجمَّع الهدايا من الشركات والمؤسسات والأطفال، وتُودَع لأطفال تركيا وسوريا، لرسم البسمة على وجوههم بعد معاناتهم من التشرد وتداعيات الزلزال".
وأردف المصري: "كان لزاماً علينا ردّ الجميل للشعبين التركي والسوري، إذ وقف الشعب السوري أيضاً إلى جانب الفلسطينيين في نضالهم لمقاومة الاحتلال".
وحدة الألم والمعاناة
وقال المصري إن تبرع الفلسطينيين بالهدايا للشعبين السوري والتركي ينبع من "وحدة الألم والمعاناة التي يعيشونها".
وأضاف في حديثه: "الشعب الفلسطيني عانى كثيراً خلال الحروب على غزة، وعاش معنى وشعور الفقد والهدم والدمار، ومن هنا تأتي وحدة الألم والمعاناة".
وأوضح أن الفلسطينيين يسعون لـ"التخفيف عن أطفال شعب تركيا وسوريا ضمن إمكانياتهم البسيطة والمتواضعة".
أطفال متضامنون
عبّر مجموعة من الأطفال الفلسطينيين الأيتام وغير الأيتام عن تضامنهم مع نظرائهم في تركيا وسوريا الذين تضرروا من كارثة الزلازل.
وقالوا في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، إنهم يشعرون بالحزن لما أصاب أطفال البلدين، موضحين أنهم أكثر مَن عرف معنى "النزوح وهدم المنازل بسبب الحروب الإسرائيلية".
وعبّرت الطفلة اليتيمة تقوى أبو عاصي (14 عاماً، تعيش في المعهد) عن حزنها العميق لما أصاب تركيا وسوريا من دمار، قائلة إن "الألعاب التي تقدّمها اليوم للأطفال المتضررين من الزلازل هي جزء من التضامن معهم".
وأضافت أبو عاصي: "نشعر بالوجع الذي يعيشونه جرّاء الزلازل، ونحن عشنا هذا الوجع جراء الحروب".
أمهات الأيتام
استقبل المعهد عشرات من أمهات الأيتام للتبرع بهدايا ومساعدات عينية للأطفال المتضررين من الزلازل في البلدين.
وقالت عضو مجلس إدارة المعهد نجلاء الغلاييني "استُقبلَت التبرعات من أمهات الأيتام، وكان منهن توافد وإقبال كبير على التبرع".
وأضافت للأناضول: "تبرعن بهدايا ومساعدات بسيطة وعينية من ألعاب أطفالهن ومقتنياتهن الشخصية وبعض من الملابس والجاكيتات التي تقي برد الشتاء".
وأوضحت الغلاييني أن الحملة "لردّ الجميل لتركيا، إذ طالما دأبت الحكومة التركية والجمعيات الأهلية هناك على دعم المرأة الفلسطينية والأطفال الأيتام".
وعن أمهات الأطفال قالت إن رسالتهن من خلال التبرع هي "تضامن وإسناد"، مضيفة: "أبلغونا أن مصاب الأمهات المتضررات في تركيا وسوريا هو مصابهن، وأنهن يشعرن ما شعرن به في البلدين المتضررَين، إذ عايشن نفس الشعور مع اختلاف الأسباب".
وفي 6 فبراير/شباط ضرب زلزالان متعاقبان جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوتهما 7.7 درجة و7.6 درجة، إضافة إلى مئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.