ووفقاً للتقرير الشهري الصادر عن المركز الاثنين، جرى توثيق أكثر من 500 انتهاك على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة ضد المحتوى الفلسطيني، مما يعكس استمرار السياسات الرقمية التي تعوق وصول المعلومات والأصوات الفلسطينية إلى الجمهور العالمي.
وأوضح المركز أن الانتهاكات كانت متنوعة وشملت حذف الحسابات والمحتوى الفلسطيني من منصات عدة، فقد كانت منصة "ميتا" (التي تضم فيسبوك وإنستغرام) الأكثر تضرراً، إذ شكلت الانتهاكات فيها 57% من الإجمالي. تلتها منصة "تيك توك" بنسبة 23%، ثم "يوتيوب" بنسبة 13%، وأخيراً منصة "إكس" بنسبة 7%.
وقد شملت الانتهاكات حذف أرقام 30 فلسطينياً من تطبيق "واتساب"، إلى جانب إزالة مجموعات إخبارية ومجموعة محلية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
كما تناول التقرير استمرار "التعتيم الرقمي" على شمال قطاع غزة، الذي شهد تصعيداً في الانتهاكات بعد استمرار انقطاع خدمات الإنترنت، مما أدى إلى تعطيل قدرة سكان المنطقة على التواصل ونقل الوقائع في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأشار المركز إلى أن هذا الانقطاع في خدمات الإنترنت زاد معاناة السكان، وبخاصة مع منع سلطات الاحتلال فرق الإنقاذ من الوصول إلى الأماكن المتضررة في شمال غزة، مما أسهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأشار التقرير إلى أن هذه الانتهاكات تأتي في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى حجب الأصوات الفلسطينية وعرقلة جهودهم في توثيق ما يحدث في غزة من قصف مستمر وظروف مأساوية نتيجة الحصار المفروض.
وأكد المركز أن هذه السياسات الرقمية تمثل جزءاً من الحرب الإعلامية التي تُشن ضد الفلسطينيين بهدف تقييد حرية التعبير وحجب المعلومات عن الرأي العام العالمي.
الجدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شن هجوماً جديداً على شمال قطاع غزة في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحجة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يرى الفلسطينيون أن الهدف هو احتلال شمال غزة وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير السكان، وسط استمرار القصف الدموي والحصار الشديد الذي يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح من الفلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين.