دول عربية وإسلامية ترسل مساعدات طبية وفرق تطوعية إلى لبنان لعلاج مصابي تفجيرات "بيجر" / صورة: AA (AA)
تابعنا

وأعلنت وكالة الأنباء اللبنانية، أن فرق طبية متطوعة من الهلال الأحمر الإيراني، وصلت صباح اليوم الأربعاء، إلى لبنان لعلاج المصابين جراء تفجيرات أجهزة "بيجر"، مشيرة إلى أن الفريق المتطوع يضمّ 12 طبيبًا عامًا ومتخصصًا، إلى جانب 12 ممرضًا ومسعفًا.

كما أعلن الجيش الأردني في بيان، إرسال طائرة مساعدات إلى لبنان "تحمل موادّا غذائية وطبية وإغاثية"، ومن المتوقع أن تصل إلى لبنان، اليوم أيضا، مساعدات طبية من الحكومة العراقية.

وكانت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) قد نقلت عن وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي قوله أمس الثلاثاء، إنه "أجرى اتصالاً هاتفيّاً بنظيره اللبناني فراس الأبيض، وبحث معه احتياجات المستشفيات اللبنانية من التجهيزات الطبية لسد النقص الحاصل نتيجة الإصابات التي وقعت جراء العدوان السيبراني الإسرائيلي الذي استهدف تفجير أجهزة الاتصال اللا سلكية".

ووفق وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء، أسفرت انفجارات أجهزة "بيجر" عن 12 قتيلا، بينهم طفلان، بالإضافة إلى نحو 2800 جريح، منهم 200 في حالة حرجة، في حصيلة غير نهائية.

ودون إيضاحات عن الكيفية، اتهمت الحكومة اللبنانية وحزب الله إسرائيل بتنفيذ التفجيرات، وتوعدها الحزب بـ"قصاص عادل"، وهو ما قابلته تل أبيب بصمت رسمي.

وأكد الحسناوي أن "الشحنة الأولى من المساعدات الطبية العراقية والطواقم الطبية التي وجَّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بإرسالها ستصل اليوم (فجر الأربعاء) إلى مطار بيروت وسيكون في استقبالها وزير الصحة اللبناني".

وأشار إلى إبلاغ نظيره اللبناني بـ"استعداد المستشفيات العراقية لاستقبال الجرحى اللبنانيين في الحادث".

وعقب الحادث، قال متحدث الحكومة العراقية باسم العوادي، في بيان، إن "الحكومة العراقية تتابع التطورات الأمنية الخطيرة التي تحدث في لبنان والهجوم الصهيوني السيبراني".

وأضاف أن "رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وجّه بإرسال الطواقم الطبية العراقية وفرق الطوارئ إلى لبنان الشقيق، لتقديم المساعدة العاجلة وبالسرعة الممكنة، للتخفيف من آلام المصابين من الأبرياء المدنيين".

كما تلقى وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، مساء أمس الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من نظيره المصري بدر عبد العاطي، أعرب فيه الأخير عن "التضامن مع لبنان إثر الهجوم السيبراني الذي وقع اليوم"، وفق الوكالة اللبنانية. وأكد عبد العاطي "وقوف مصر إلى جانب لبنان"، مبدياً "استعداد القاهرة لتقديم كل مساعدة ممكنة لمعالجة المصابين".

إيران تعرض المساعدة

وتلقّى وزيرا الخارجية والصحة اللبنانيان عبد الله بو حبيب وفراس أبيض اتصالين هاتفيين من نظيريهما الإيرانيين عباس عرقجي ومحمد رضا ظفرقندي، أعرب فيهما الأخيران عن "إدانتهما الهجوم السيبراني الإسرائيلي وتعازيهما لحكومة لبنان وشعبه"، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وأكد الوزير الإيراني "استعداد إيران لإرسال طائرة لإجلاء الجرحى من أجل إجراء عمليات جراحية لهم، لا سيما الخاصة بإصابات العين الحرجة، إضافة إلى إمكانية تقديم مستشفى ميداني لمساعدة الجرحى".

وجراء تفجيرات "بيجر" أُصيب السفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني بـ"جروح طفيفة"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

فتح مستشفيات

من جهته، أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أبلغه فيه بأن ملك الأردن عبد الله الثاني وجّه بـ"تقديم أي مساعدات طبية يحتاج إليها القطاع الطبي اللبناني لمعالجة المواطنين اللبنانيين الذين أُصيبوا في عملية التفجير الجماعي في لبنان".

وأكد الصفدي "وقوف الأردن مع أمن لبنان وسيادته واستقراره وتضامنه معه ومع الشعب اللبناني".

وقال سفير فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، في تصريح صحفي: "فتحنا جميع المستشفيات الفلسطينية واستنفرنا كل الطواقم الطبية في لبنان، سواء التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني أو الموجودة في المخيمات، لاستقبال الجرحى وتقديم كل الدعم والمساندة لهم"، حسب الوكالة اللبنانية.

وأضاف دبور أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "وجّه باستقبال الجرحى وتقديم كل الدعم والمساندة لهم للتخفيف عنهم، وتقديم كل ما هو ممكن لمساعدتهم، كما وجّه أبناء شعبنا في لبنان بالتبرع بالدم لمساعدة المصابين من الأشقاء اللبنانيين".

"جريمة خطيرة"

على مستوى الحركات والجماعات، أدانت حركة حماس، في بيان، تفجير أجهزة اتصالات، مؤكدة أنها "جريمة خطيرة تتحدى جميع القوانين والأعراف"، كما شددت على أنها تأتي "في إطار العدوان الصهيوني الشامل على المنطقة، وسياسة العربدة والغطرسة التي تتبناها حكومة الاحتلال، متسلّحة بدعم أمريكي يوفّر غطاءً لجرائمها الفاشية".

من جانبه قال عضو المجلس السياسي الأعلى بجماعة الحوثيين اليمنية محمد علي الحوثي إن "اللبنانيين اليوم أقوى من أن تؤثر فيهم عملية العدو بالبيجر"، وأضاف في منشور على إكس: "أي اعتداء لن يزيد المقاومة الإسلامية إلا عزماً على هزيمة الكيان الصهيوني".

أمّا في إسرائيل، فقد تنصَّل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة إكس ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قبل أن يحذفه.

ومنذ أيام يدفع نتنياهو بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة حزب الله، تحت وطأة ضغوط داخلية جراء استمرار قصف الحزب مواقع عسكرية إسرائيلية.

وتسبب قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في نزوح عشرات آلاف الأشخاص على كل من جانبي "الخط الأزرق" الفاصل بين لبنان وإسرائيل.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي خلّفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل بوصفها إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً