المناظرة الأولى بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترمب / صورة: Reuters (Marco Bello/Reuters)
تابعنا

وقالت الصحيفة إن "بايدن كان يأمل ببناء زخم جديد لمحاولة إعادة انتخابه من خلال الموافقة على هذه المناظرة قبل شهرين فقط من ترشيحه رسمياً"، إلّا أن نتائجها جاءت عكسية وأعيد فتح النقاش حول ترشيحه.

وأضافت أنه "على مدار 90 دقيقة، كافح بايدن بصوته الأجش لإلقاء جمله ومواجهة الأداء الحاد وغير النزيه من دونالد ترامب، مما أثار الشكوك حول قدرة الرئيس الحالي على شن حملة قوية وتنافسية قبل أربعة أشهر من الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني.

وبدلاً من تبديد المخاوف بشأن عمره، جعل السيد بايدن (81 عاماً) من عمره "قضية مركزية"، حسب "نيويورك تايمز".

"بايدن لم يكن في أفضل حالاته"

وتبادل الديمقراطيون، الذين دافعوا عن الرئيس لعدة أشهر ضد المشككين فيه بمن فيهم أعضاء من إدارته، المكالمات الهاتفية والرسائل النصية "المحمومة" في غضون دقائق من بدء المناظرة، إذ أصبح من الواضح أن "بايدن لم يكن في أفضل حالاته"، فيما لجأ البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن الصدمة، في حين ناقش آخرون فيما بينهم على انفراد ما إذا كان الوقت فات لإقناع الرئيس بالتنحي لصالح مرشح أصغر سناً.

وقال خبير استراتيجي ديمقراطي مخضرم دعم بايدن بقوة علناً إن "بايدن على وشك مواجهة دعوات للتنحي"، معتبراً أنه "كان لديه شعبية كبيرة من الديمقراطيين، لكنها تلاشت".

وصرح بأن "الأحزاب موجودة للفوز"، وأن "الرجل الذي يقف على المسرح مع ترمب لا يمكنه الفوز"، معتبراً أن "الخوف من ترمب قمع النقد لبايدن وهذه المخاوف الآن هي التي ستغذي الدعوات لكي يتنحى الرئيس جانباً".

بدورها، قالت مجموعة من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين إنهم شاهدوا المناظرة واعترف أحدهم -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- بأنها "كانت "كارثة لبايدن"، ومضيفاً أن "المجموعة كانت تناقش ضرورة ترشيح مرشح رئاسي جديد".

وقال مارك بويل، وهو متبرع قوي لبايدن والحزب الديمقراطي، بعد المناظرة إن "الرئيس يجب أن يفكر بجدية فيما إذا كان الشخص الأنسب ليكون المرشح" متسائلاً إن كان "الوقت كافياً لوضع شخص آخر في هذا المنصب؟".

وأضاف أنه لم يطلب بعد من الرئيس الانسحاب، "لدى قيادة الحزب الديمقراطي المسؤولية كي يذهبوا إلى البيت الأبيض وينقلوا ما يفكر به الأمريكيون بوضوح، لأن الديمقراطية هنا على المحك وكلنا نشعر بالعصبية".

ووفق الصحيفة، فإن "هدف بايدن من قبول مناظرة الانتخابات العامة في وقت أبكر من أي وقت مضى في التاريخ الرئاسي هو إعادة تشكيل المسابقة الرئاسية أمام الناخبين اختياراً بينه وبين مجرم حاول إلغاء الانتخابات، وسيقضي على الديمقراطية الأمريكية إذا مُنح سلطة الرئاسة مرة أخرى"، لكن بدلاً من ذلك غادر بايدن ستوديو CNN في أتلانتا مواجهاً استفتاءً يخصه وقدرته على الترشح، وهو أمر سيتردد صداه لأيام إن لم يكن أطول.

ترمب "ينجو" من المناظرة

وترى "نيويورك تايمز" أن ترمب، البالغ من العمر 78 عاماً، نجح في النجاة خلال المناظرة دون مشكلات تذكر، بينما كافح نظيره في تجميع أفكاره وإيصالها. ولفتت إلى أن "ترمب كان يردد الأكاذيب الواحدة تلو الأخرى دون تحديه بشكل فعال، وبدا واثقاً فيما تجنب السلوك المتعجرف المفرط الذي أضر به خلال مناظرته الأولى مع بايدن في عام 2020".

وأبرزت الصحيفة المفارقة بين المرشحَين الرئاسيَّين، ففيما كان ترمب "متخبطاً في بعض الأحيان ويقدم تصريحات ملتوية ويصعب متابعتها وغير صحيحة على الإطلاق تمكن من البقاء في وضع الهجوم حتى على القضايا التي تعتبر نقاط ضعف بالنسبة له مثل هجوم 6 يناير/كانون الثاني عام 2021".

من ناحية أخرى ظهر بايدن طوال الوقت في موقع المدافع، ولم يستخدم العبارات التي رتبتها له حملته أو مرّ عليها بشكل عابر، وتمتم بها بطريقة غير واضحة، حسب الصحيفة.

وفي حديثه مع الصحفيين بعد ذلك، أشار بايدن إلى أنه كان يعاني من نزلة برد، قائلاً: "أعاني من التهاب في الحلق". لكنه عبّر عن ارتياحه لما قدمه، وعندما سُئل عن مخاوف الديمقراطيين بشأن أدائه ودعواته للتفكير في ترك السباق، قال: "لا، من الصعب المناظرة مع كاذب".

وقال مساعدو بايدن أنه أصيب بنزلة برد قبل أيام من النقاش، وهو ما تسبب بصوته المبحوح. وكثيراً رفض مستشارو الرئيس فكرة خروجه من السباق، واعتبروا هذا الحديث "مجرد فزع لا تبرير له"، حتى مع تراجع شعبيته أمام ترمب في الولايات التي ستكون ساحة التنافس ويحتاج إليها للفوز على منافسه.

وقال سيمون ساندرز، المساعد السابق لنائبة الرئيس كامالا هاريس بقوله: "أيها الناس، الحقيقة أنه لو كان جو بايدن سيتنحى لفعل هذا منذ وقت طويل وهذا ليس رأيي، بل الحقيقة، لا لن ينتحى في صباح اليوم التالي. وهو المرشح وسيخرج عدد من الديمقراطيين للدفاع عنه في الأيام القادمة".

وقالت الصحيفة إن الحكم على أداء بايدن امتد إلى خارج الطبقة السياسية. ففي ساعات من النقاش، هبطت توقعات ترشيح بايدن على موقع "بريدكت. أورغ"، وهو موقع مراهنات متخصص في المراهنات السياسية. وتراجعت حظوظ بايدن بكونه مرشح الحزب الديمقراطي إلى 60% وبانخفاض 26%، مما يعني أن المراهنين لديهم نسبة 60% لترشيحه، رغم فوزه في كل الانتخابات التمهيدية وبلا منافس من داخل الحزب.

ووفق "نيويورك تايمز" غالباً ما يتعثر الرؤساء في مناظراتهم الأولى في موسم الانتخابات العامة، إما لأنهم مترددون وإما لأنهم مفرطون في الثقة، لكنهم في كثير من الحالات يعوضون ذلك بأداء أقوى لاحقاً.

وتُشبّه الصحيفة مشكلات بايدن بشكل خاص بالمناظرة الأولى لرونالد ريجان في عام 1984، عندما بدا "عجوزاً وخارجاً عن المألوف، أنقذ حملته في مناظرته التالية بنكتة في الوقت المناسب حول عدم استغلال شباب خصمه وقلة خبرته".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً