أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الأربعاء، فن خط الكتابة بالأحرف العربية، وفن التطريز الفلسطيني، و"تبوريدة" (فن فروسية تقليدي بالمغرب العربي)، والقدود الحلبية، وفن الفجري الشعبي في البحرين، بقائمتها للتراث الثقافي غير المادي.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة التراث الثقافي غير الملموس الـ16 للمنظمة عبر الوسط الافتراضي بين 13 و18 ديسمبر/كانون الأوّل الجاري، قَيَّمت خلاله اليونسكو 48 ترشيحاً من كل أنحاء العالم.
فن الخط العربي
ذكرت وزارة الثقافة والسياحة التركية في بيان، أن فن خط الكتابة بالأحرف العربية أُدرِجَ على قائمة اليونسكو في جلسة الخميس، بعد الملف الذي تقدّمت به تركيا.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية: "سُجّل ملف ترشيحنا الوطني تحت اسم الخط التقليدي في الفن الإسلامي في تركيا، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي الإنساني لليونسكو".
وأضاف البيان: "مع هذا الملف، وصل عدد عناصر تركيا في قوائم التراث الثقافي غير المادي إلى 21 عنصراً".
وأكّد أنّ تركيا ستواصل بكل عزم حماية قيمها الثقافية النابعة من تاريخها وإحيائها والتعريف بها.
فن التطريز الفلسطيني
حسب بيان وزارة الثقافة الفلسطينية، أعلن الوزير عاطف أبو سيف إدراج فن "التطريز الفلسطيني"، رسمياً ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني العالمي لدى اليونسكو.
وفن التطريز هو "تزيين الأثواب بالغرز باستخدام إبرة الخياطة والخيط".
وقال أبو سيف إنّ "تسجيل التطريز على القائمة التمثيلية انتصار للرواية الفلسطينية القائمة على حق الشعب الفلسطيني في أرضه".
وأضاف: "تراثنا الفلسطيني الذي نعيشه ويعيش معنا في كل لحظة وفي كل حلم، موجود في حياتنا اليوميّة، وهو ركن صلب وحجر زاوية متين، اعتاد التحدّي والصمود بوجه كل عواصف الغزوات التي عبرت واندحرت واندثرت، وظلّت فلسطين شاهدة وشامخة".
وطالب أبو سيف المنظمات الدولية بالوقوف أمام مسؤولياتها في احترام القرارات الدولية وعدم التعاطي مع بطش الاحتلال ومحاولاته سرقة التراث الفلسطيني".
ويقول فلسطينيون إنّ الاحتلال الإسرائيلي يسرق تراثهم بما فيه الثوب الفلسطيني وفن التطريز، وينسبه إليه.
فن "الفجري" البحريني
أدرجت اليونسكو كذلك فن "الفجري" الشعبي في البحرين، الذي يحيي تاريخ صيد اللؤلؤ، في قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.
وقالت المنظمة الأممية على موقعها إنّ تاريخ الفجري "يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، وكان يؤدّيه تقليدياً غواصو وطواقم صيد اللؤلؤ للتعبير عن المشقّات التي يواجهونها في البحر".
وأضافت أنّ "المؤدّين يجلسون على شكل دائرة ويغنون ويعزفون على أنواع مختلفة من الطبول والصنوج المعدنية الصغيرة في الأصابع وآلة الجحل، وهي وعاء من الفخار يُستخدم كآلة موسيقية".
وتابعت: "يحتلّ وسط الدائرة الراقصون والمغنّي الرئيسي المسؤول عن ضبط إيقاع العرض".
وأردفت بأنّ "الكلمات والإيقاعات والأدوات الموسيقية تُستَخدَم لنقل قيم المثابرة والقوة والمهارة".
وفن الفجري الذي ظهر في جزيرة المحرق البحرينية يُؤدَّى في مهرجانات بكل أنحاء البلاد.
فن الفروسية المغاربي "تبوريدة"
بدورها، أفادت وزارة الشباب والثقافة المغربية، في بيان، بأنّ "تبوريدة" سُجِّلَت كثراث إنساني ضمن اللائحة التمثيلية لدى اليونسكو.
والـ"تبوريدة" فن فروسية تقليدي معروف بدول المغرب العربي، وهو استعراض للفرسان يُحاكي معارك التحرير واحتفالات الانتصار، تنطلق بالخيول في سباق نحو 100 متر، ينتهي بإطلاق النار في نفس الوقت، وذلك لسماع دوي طلقة واحدة.
وأوضح البيان أنّه بعد هذا التصنيف يرتفع رصيد المغرب إلى 12 عنصراً تُراثياً مُسجَّلاً على لوائح اليونسكو.
ويُمارَس هذا الفن بشكل كبير في الأرياف، للاحتفال بالأعياد الوطنية والدينية، ويشكّل عُنصراً من الهوية الثقافية للمغرب.
القدود الحلبية
بعد أن أطربت العالم، اعتلت القدود الحلبية المنصات العالمية الأربعاء، بعد إدراجها بلائحة التراث الإنساني الثقافي لدى اليونسكو.
واعتبرت وزارة الثقافة السورية أنّ هذا الإعلان يُضيف إلى التراث الإنساني العالمي جزءاً من ثقافة وتراث المجتمع السوري العريق وأنّه خطوة إضافية لحماية وصون الهوية الوطنية، وقالت في بيان: "القدود الحلبية مرآة لعمق وأصالة الهوية الفنية السورية".
والقدود الحلبية نوع من الفنون الموسيقية السورية التي اشتهرت بها مدينة حلب منذ القدم، وهي منظومات غنائية بُنيت على ما يُعرف بـ"القد"، أيّ على قدر أغنية شائعة.
ويُعَدّ المطرب السوري الراحل صباح فخري أشهر من طوّر القدود والموشحات والأدوار وأعطاها الحالة العالمية وحافظ عليها من الاندثار.
وتنتشر القدود الحلبية في عديد من المدن السورية، وحلب موطنها الأصلي.