وقالت القناة 12 العبرية إن جيش الاحتلال بدأ بالانسحاب من محور نتساريم وسط القطاع تمهيداً لعودة النازحين إلى شماله، فيما باشر عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى مدينة غزة ومناطق شمال القطاع بعد تراجع قوات الاحتلال.
وذكرت وزارة الداخلية في قطاع غزة أنه جرى فتح شارع الرشيد لعبور المشاة فقط بالاتجاهين الساعة 7 صباح اليوم الاثنين، مؤكدة أنه لن يسمح لأي مركبة بالمرور عبر شارع الرشيد الساحلي وفق الاتفاق.
وأوضحت أنه سيُفتح شارع صلاح الدين أمام المركبات في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال عند الساعة 9 بالتوقيت المحلي صباح اليوم، لافتة إلى أن جميع المركبات ستخضع للفحص من خلال أجهزة الفحص قبل العبور من شارع صلاح الدين.
في غضون ذلك، غصّ شارع الرشيد -وطوله أكثر من ثلاثة كيلومترات- في مدينة الزهراء وأطراف مخيم النصيرات وسط القطاع بعشرات آلاف المواطنين وهم يحملون أطفالهم وحاجاتهم، فيما اصطّفت مئات السيارات وعربات تجرها حمير محمّلة أغراضاً شخصية على غرار الخيام والملابس وقوارير المياه، استعداداً للعودة.
وفي وقت سابق أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات للفلسطينيين بعدم الاقتراب من مواقعه في غزة، وقال إن الجنود أطلقوا أعيرة نارية تحذيرية عدة مرات، لكنه أضاف: "حتى الآن، لا علم لنا بأي ضرر لحق بالمشتبه بهم نتيجة إطلاق النار".
وجاء ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت متأخر من مساء الأحد، أن تل أبيب وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن 6 محتجزين إسرائيليين، بينهم أربيل يهود، مقابل السماح للمهجرين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع.
ومساء الأحد، أعلنت قطر أنه "في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء، جرى التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تسلّم حركة حماس الأسيرة أربيل يهود واثنين من الأسرى قبل الجمعة القادم، كما ستسلّم حماس 3 أسرى إضافيين السبت وفقاً للاتفاق".
في المقابل، تتضمن التفاهمات وفق البيان أن "تسمح السلطات الإسرائيلية، ابتداء من صباح الاثنين، بعودة المواطنين النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من القطاع".
وقالت حماس في بيان، مساء الأحد، إنها سلمت الوسطاء قائمة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الذين ستفرج عنهم طيلة المرحلة الأولى من الاتفاق.
ورهَن نتنياهو عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة إلى شمال القطاع بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود، وفق بيان صادر عن مكتبه السبت. ويكمن الخلاف الأساسي في تصنيف الأسيرة، فبينما تصرّ الفصائل الفلسطينية على أنها تُعَدّ عسكرية، تصرّ إسرائيل على أنها مدنية، وفق إعلام عبري.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوماً، يجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
ويمتد محور نتساريم بطول سبعة كيلومترات وتنتشر فيه قوات إسرائيلية، وهو يفصل قطاع غزة إلى شطرين، من الحدود الإسرائيلية إلى البحر المتوسط.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة في غزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
