جلسة حوار بعنوان "الدبلوماسية العالمية ومستقبل فلسطين" بمشاركة فيدان والصفدي / صورة: AA (AA)
تابعنا

وقال فيدان، في كلمة خلال مشاركته بجلسة "الدبلوماسية العالمية ومستقبل فلسطين" في أنقرة، اليوم الثلاثاء: "المجتمع الدولي والعربي والإسلامي ظل عاجزاً، وفشل في إنهاء مأساة الفلسطينيين المستمرة منذ نحو 70 عاماً".

وذكر أن "الجميع باتوا يشعرون بالخجل بسبب قضية فلسطين، وهذه المأساة اتخذت شكلاً جديداً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولم يكن أحد يتخيل مثل هذا الوضع".

وتابع: "هذه المأساة تحولت إلى إبادة جماعية تحدث أمام أعيننا، والمجتمع الدولي عديم الفائدة وعاجز عن وقف هذه الإبادة".

وأشار فيدان إلى استشهاد 42 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال في غزة، لافتاً إلى أن هؤلاء "قُتلوا بشكل متعمد وممنهج من الجنود الإسرائيليين".

وقال: "قُتل كثير من النساء والأطفال بسبب استهدافهم بالذكاء الاصطناعي. ويتحججون بأن الآلة (الذكاء الاصطناعي) هي التي تأمر وتقتل.. هذا هو العذر الذي يستترون وراءه.. وهذا بحد ذاته ازدراء آخر للقيم الإنسانية".

وأكد أن ما يحدث في قطاع غزة "دليل حي على أن النظام الدولي جرى تشكيله واستغلاله لصالح فئة معينة تتمتع بامتيازات".

وأضاف أن تركيا ستواصل رفع صوتها والنداء بأن "العالم أكبر من خمسة"، في إشارة إلى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

كما أثنى على مواقف بعض البلدان الغربية التي اعترفت بدولة فلسطين، مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا وسلوفينيا، وشدد على أن حل الدولتين ضروري لأمن الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال فيدان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "وضع استراتيجية لنفسه خلال العشرين عاماً الماضية، أنسى (العالم) من خلالها حل الدولتين".

وشدد فيدان على وجوب إنهاء الحرب في قطاع غزة "بشكل عادل كي لا تنتشر إلى المنطقة برمتها".

وتابع: "علينا التأكد من دفع الحكومة الإسرائيلية وداعميها ثمناً، لكي يدركوا وجود حدود لما يمكن أن يرتكبوه".

إسرائيل لا تبحث عن السلام

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال الجلسة: "إسرائيل خسرت الحرب على الصعيدين السياسي والأخلاقي"، وأضاف: "إن لم تقم للفلسطينيين دولة ذات سيادة فلن تتحقق الراحة لإسرائيل".

وتابع: "إيجاد الاستقرار في المنطقة يتطلب التوصل إلى حل يضمن السلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وبيّن الوزير الأردني أن "إسرائيل لا تحقق إلا الدمار فقط في المنطقة ولا تبحث عن السلام والاستقرار، فهي دمرت غزة وتوسّع عدوانها على لبنان".

وذكر أنه منذ 30 سبتمبر/أيلول الماضي لم تدخل شاحنة مساعدات واحدة إلى القطاع المحاصَر من الاحتلال الإسرائيلي الذي يستمر في قصف الملاجئ والمستشفيات والمدارس.

وأوضح الصفدي أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً في عدوانها على غزة، معتبراً أن هذا الأمر "بمثابة جريمة حرب".

وتابع: "إسرائيل توسع سيطرتها على مزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال بناء مزيد من المستوطنات".

وتستضيف العاصمة التركية أنقرة مؤتمر "مستقبل فلسطين" الذي ينظمه حزب العدالة والتنمية التركي في مقره الرئيسي، تزامناً مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وهجماتها على لبنان.

ومنذ 23 سبتمبر الماضي، وسّعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتشمل لبنان بشن غارات جوية طالت العاصمة بيروت، بالإضافة إلى محاولات توغل بري في الجنوب.

وتلك الغارات الإسرائيلية في لبنان أسفرت عن ألف و542 قتيلاً و4 آلاف و555 جريحاً، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و340 ألف نازح، وفق رصد الأناضول بيانات رسمية لبنانية.

ويرد حزب الله يومياً بصواريخ وطائرات مسيَّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، بينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، وتفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ أكثر من عام حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً