وفي تقرير نشرته مساء الثلاثاء، أكدت الهيئة أن اجتماعات مكثفة قد جرت في قيادة المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعات الـ24 الماضية، استعداداً لبدء الانسحاب التدريجي مع بدء سريان الاتفاق.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، التي بلغت مراحلها النهائية حسب ما أعلنته وزارة الخارجية القطرية، إذ ذكر المتحدث ماجد الأنصاري أن المفاوضات اقتربت من التوصل إلى اتفاق.
كما نقلت مصادر فلسطينية أن الاتفاق "شبه جاهز"، وأن توقيعه قد يحدث قبل يوم الجمعة المقبل. وأضافت الهيئة أن جيش الاحتلال يستعدّ للانسحاب من جانب معبر رفح بعد توقيع الصفقة، إذ جرت مشاورات أمنية بين مسؤولين إسرائيليين ومصريين وأمريكيين بخصوص الانسحاب من محور فيلادلفيا، الذي يربط غزة بمصر.
وأوضحت الهيئة أن جيش الاحتلال سيبدأ انسحابه من محور فيلادلفيا في الأيام الأولى بعد توقيع الاتفاق مع حماس، إلا أن تفكيك المواقع العسكرية في محور نتساريم قد يستغرق أسبوعاً. كما أشار التقرير إلى أن الجيش يخطط لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع غزة، إذ جرى هدم جميع المباني في منطقة عرضها أكثر من كيلومتر.
ورغم الحديث عن انسحاب الجيش من محوري نتساريم وفيلادلفيا ومعبر رفح، لم تُذكر استعدادات للانسحاب من شمال قطاع غزة، الذي يشهد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024 عمليات إبادة واسعة أسفرت عن استشهاد 5 آلاف فلسطيني وفقدان 5 آلاف آخرين، فضلاً عن تدمير كبير للبنية التحتية.
استعدادات لإطلاق سراح فلسطينيين
ذكرت وسائل إعلام عبرية أن مصلحة السجون الإسرائيلية تستعدّ لإطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين في إطار اتفاق محتمل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضافت هيئة البث الرسمية أن المناقشات الداخلية ركزت على تحديث الأوامر التنفيذية لإطلاق سراح السجناء الأمنيين، استناداً إلى دروس من صفقات سابقة.
وأشارت إلى أن التحديات تتضمن اضطرابات في السجون واحتفالات نصر للمفرج عنهم، إذ ستُستخدم حافلات مزودة بزجاج مظلل لتقليل هذه الاحتفالات. يأتي ذلك في وقت حاسم، حيث يُتوقع إعلان الاتفاق بين إسرائيل وحماس في الساعات المقبلة.
ويُتوقع أن يتضمن الاتفاق المحتمل ثلاث مراحل، يمتد كل منها لـ42 يوماً، وتشمل تبادل الأسرى بين الجانبين، وخطوات لوقف إطلاق النار، وإدخال مساعدات إنسانية يومية إلى القطاع، بالإضافة إلى عودة النازحين إلى مناطقهم، بما في ذلك شمال القطاع، وفقاً لمسودة حصلت عليها وكالة الأناضول.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.