منصة تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين في غزة / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

وتُعدّ هذه أول دفعة يجري تسليمها من جثامين أسرى إسرائيليين، وجرى تسليمهم في ظل حضور مكثف لعناصر من فصائل المقاومة الفلسطينية ترتدي ملابس عسكرية ومدججة بأسلحة.

وتعود الجثامين إلى عائلة بيباس (أم وطفليها) وجثمان الأسير عوديد ليفشتس، وجرى تسليمها ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وسلّم قائد المنطقة الشرقية في "كتائب القسام" الأسرى إلى الصليب الأحمر، وهو الذي أعلنت إسرائيل مقتله خلال حرب الإبادة.

وإثر التوقيع على وثيقة التسليم، تسلم الصليب الأحمر 4 توابيت حمل كل منها صورة واسم الأسير القتيل وتاريخ مقتله، مع عبارة: "قُتل على يد جيش الاحتلال".

ولاحقاً، غادرت سيارات الصليب الأحمر المنطقة، وتوجهت إلى موقع في غزة سلمت فيه الجثامين إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق هيئة البث العبرية (رسمية).

وحمّلت حماس، في بيان الخميس، جيش الاحتلال مسؤولية مقتل الأسرى الأربعة إثر قصفه أماكن احتجازهم، بينما "عاملتهم المقاومة في قطاع غزة بإنسانية وحاولت إنقاذهم".

وأظهرت عملية التسليم احترام الفصائل الفلسطينية لحرمة الموتى، عبر تسليم الجثامين كل منهم في تابوت منفصل مع بياناته، بينما تسلم إسرائيل جثامين فلسطينيين مكدسة في أكياس من دون معرفة هوياتهم.

رسائل قسامية

وخلال عملية التسليم، أرسلت "كتائب القسام" حزمة رسائل إلى إسرائيل، تتضمن رداً على مصلحة السجون، وتحذيراً لرئيس الوزراء المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو، في حال قرر استئناف حرب الإبادة الجماعية على غزة.

وكُتب على لافتة في موقع التسليم: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية"، في إشارة إلى مصير الأسرى الإسرائيليين الذين أُسروا أحياء.

ووضعت هذه العبارة مع صورة ضخمة لنتنياهو على هيئة "دراكولا"، مع صورة للأسرى الإسرائيليين الأربعة، وقد امتص نتنياهو دماءهم.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وقبل أيام، أجبرت مصلحة السجون الإسرائيلية أسرى فلسطينيين محررين على ارتداء ملابس مكتوب عليها: "لا ننسى ولا نغفر"، في إشارة إلى هجوم "حماس" على إسرائيل، والمعروف بـ"طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي ذلك اليوم هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ رداً على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.

ورداً على رسالة مصلحة السجون، كُتبت على المنصة في منطقة بني سهيلا، الخميس: "ما كنا لنغفر أو ننسى.. وكان الطوفان موعدنا".

وتشير القسام بذلك إلى أن "طوفان الأقصى" جاء رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ عقود بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وباللغات العربية والعبرية والإنجليزية كُتب على منصة التسليم: "عودة الحرب (تعني) عودة الأسرى في توابيت".

وترد القسام بتلك الرسالة على أحاديث رسمية إسرائيلية متواترة عن احتمال عدم بدء مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف الإبادة الجماعية في غزة.

نتنياهو يتراجع عن المشاركة

في غضون ذلك، كشفت القناة 12 العبرية، الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مراسم استقبال جثامين 4 أسرى ضمن الدفعة السابعة لعملية التبادل مع "حماس".

وأضافت القناة: "درس رئيس الوزراء نتنياهو إمكانية المشاركة في استقبال الجثث على الجانب الإسرائيلي، وكجزء من ترتيبات المشاركة، صدرت تعليمات للمسؤولين الميدانيين بالاستعداد لوصول نتنياهو، ولكن في اللحظة الأخيرة تقرر عدم حضوره".

ومنذ أكثر من أسبوعين يماطل نتنياهو، ويعرقل إطلاق المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

ولمنطقة بني سهيلا التي يجري فيها تسليم الأسرى خصوصية، إذ اجتاحها جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة 4 أشهر على فترات، ونبش القبور وقتل فلسطينيين، بحثاً عن جثامين أسرى إسرائيليين، لكنه عجز عن العثور عليهم.

وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي، بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، فضلاً عن دمار هائل.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً