جاء ذلك بعد ساعات من دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصر والأردن إلى استقبال فلسطينيين من قطاع غزة.
واقتبست السفارة في منشور عبر فيسبوك، عنوان مقال للسفير المصري بواشنطن معتز زهران، نُشر بصحيفة "ذا هيل" الأمريكية في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت السفارة: "لا يمكن أن تكون مصر جزءاً من أي حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء"، مقال رأي بقلم السفير معتز زهران نُشر في صحيفة "ذا هيل".
واكتفت السفارة بهذا العنوان في منشورها الذي أرفقت به رابطاً للمقال في الموقع الإلكتروني للصحيفة.
ونُشر المقال في اليوم الثالث عشر من حرب إبادة شنّتها إسرائيل بدعم أمريكي على الفلسطينيين بقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال زهران في مقاله: "تدعو أصوات مصر إلى فتح حدودها والسماح للاجئين الفلسطينيين بالبحث عن ملاذ آمن في سيناء".
واستدرك: "موقف مصر واضح: لا يمكن أن تكون جزءاً من أي حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء".
وشدّد زهران على أن "مثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى نكبة ثانية، وهي مأساة لا يمكن تصوُّرها لشعب صامد (الفلسطينيين) لديه رابطة لا تنفصم مع أرض أجداده".
ويقصد بالنكبة استيلاء عصابات صهيونية مسلحة على أراضٍ فلسطينية، وتهجير نحو 700 ألف فلسطيني، وإقامة دولة إسرائيل على هذه الأراضي عام 1948.
ويُعَدّ منشور السفارة المصرية أول ردّ فعل رسمي مصري على دعوة ترامب.
والسبت دعا ترامب إلى تهجير فلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، بداعي "عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة" جراء الإبادة الإسرائيلية.
وأكّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأحد، رفض بلاده أي محاولة لتهجير الفلسطينيين، وقال الصفدي: "ثوابتنا واضحة، وتثبيت الفلسطينيين على أرضهم ثابت أردني لم ولن يتغير"، وشدّد على أن "حل القضية الفلسطينية في فلسطين، والأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين".
وخلّفَت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتَي اعتقال بحقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتَي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وبدأ في 19 يناير/كانون الثاني الجاري تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
ومن المقرَّر استمرار المرحلة الأولى من الاتفاق 42 يوماً، يُتفاوَض خلالها لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، وصولاً إلى إنهاء الإبادة الإسرائيلية وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الثامن عشر، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شحّ شديد متعمَّد في الغذاء والماء والدواء.
ومنذ عقود تحتلّ إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.