جاء ذلك خلال إفادة صحفية للمستشار الإعلامي بوزارة الدفاع العقيد البحري زكي أق تورك في العاصمة أنقرة، تَطرَّق فيها إلى دعم القوات المسلحة التركية لسوريا في الفترة الجديدة، والإنجازات التي تحققت خلال عام 2024.
وأضافت أق تورك أنه يُعمَل على إقامة علاقات استراتيجية بين البلدين وتأسيس تعاون متعدد المجالات، حيث تُحدَّد الاحتياجات المستقبلية بعد المشاورات مع الأطراف المعنية، ومن ثم تُعَدّ خريطة طريق لتلبية هذه الاحتياجات.
وأكدت أن التعاون في مجالات الدفاع والأمن يشكل عاملاً أساسياً لتعزيز الأمن الوطني للبلدين والمساهمة في استقرار المنطقة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة التركية ستظل إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة الانتقالية، مقدمة الدعم في المجالات التي تدخل ضمن مسؤولياتها.
وبخصوص الوضع في منطقة إدلب، قال أق تورك إن الوضع هناك يشهد تطورات مستمرة، ما يستدعي متابعة حثيثة من القوات المسلحة التركية. وأوضح أن الخطط العسكرية تُحدَّث باستمرار بناءً على الظروف الميدانية المتغيرة، مع اتخاذ التدابير اللازمة مثل تحريك القوات أو اتخاذ إجراءات أخرى حسب الحاجة.
وفي ما يتعلق بتطورات الوضع في شرق الفرات، أفاد أق تورك بأن الاشتباكات بين الجيش الوطني السوري والتنظيمات الإرهابية مثل PKK/PYD/YPG/SDG مستمرة في المنطقة، وأكّد أن تركيا ستواصل العمل مع الأطراف المعنية لمكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقرارها.
وأضاف أن القوات المسلحة التركية تعمل وفق مبدأ "كلام أقل، عمل أكثر" في عملياتها بسوريا، مشددة على أنه لا مكان للإرهابيين في سوريا بالمرحلة الجديدة.
وحول الإنجازات التي تحققت عام 2024، أضاف أق تورك أن قوات بلاده حيّدَت خلال العام المنصرم 3 آلاف و70 إرهابياً بينهم 1579 في سوريا و1491 في شمال العراق. وأشار إلى أن 107 إرهابيين سلّموا أنفسهم لقوات الأمن التركية خلال عام 2024.
ولفت إلى أن القوات التركية تواصل تنفيذ عمليات أمنية فعالة على الحدود، حيث قُبض على 109 أشخاص حاولوا عبور الحدود بشكل غير قانوني، بينهم عنصر إرهابي، ومُنع 2016 آخرون من عبور الحدود بطرق غير شرعية.
وقال إنه على الصعيد الإقليمي والدولي، تواصل تركيا دعم استقرار المنطقة، بخاصة في سوريا، من خلال تعزيز التعاون مع الحكومة السورية لضمان وحدة البلاد ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى دعم عودة اللاجئين السوريين بشكل طوعي وآمن.
في سياق آخر، أعرب أق تورك عن قلقه المستمر بشأن التهديدات التي تشكلها السياسات الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في غزة والضفة الغربية وسوريا. ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذه الاعتداءات والمساهمة في إرساء السلام في المنطقة.
وأكّد استمرار تعزيز التعاون العسكري الدولي، إذ استقبل وزير الدفاع رئيس الأركان السعودي في 26 ديسمبر/كانون الأول، وزار السفارة الأذربيجانية في أنقرة بعد تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان.
وعلى الصعيد التدريبي، نفّذَت تركيا تدريبات مشتركة مع باكستان في ديسمبر/كانون الأول، وتخطّط لتنظيم تمرين "الوطن الأزرق 2025" في البحر الأبيض المتوسط في يناير/كانون الثاني 2025، فيما تواصل بناء 31 سفينة حربية جديدة في أحواض السفن التركية.
وفي ما يخص تعزيز القدرات الدفاعية، تطرق إلى إكمال القوات البرية التركية اختبارات القبول لأنظمة المدفعية الجديدة مثل "مدفع فورتينا" و"نظام MILKED الإلكتروني".