مستشفيات قطاع غزة توشك على التوقف التام مع استمرار الغارات الإسرائيلية ونفاد الوقود. / صورة: AA (AA)
تابعنا

توشك المنظومة الصحية في قطاع غزة على الانهيار الكامل، إذ خرج حتى الثلاثاء 28 مستشفى عن الخدمة من إجمالي 35، وفق أرقام رسمية، إما بسبب القصف الجوي الإسرائيلي، وإما لاقتحامها وإخلائها، وإما جرّاء نفاد الوقود والمستلزمات الطبية.

ويقع الضرر الأكبر على المستشفيات بمحافظتَي غزة وشمال غزة المحاصرتين بعملية عسكرية برية أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي خرج أغلبها عن الخدمة أو أنها على وشك إغلاق أبوابها في وجه المرضى والمصابين.

أما المحافظات الثلاث الجنوبية فليست أفضل بكثير، حيث تعرَّض كثير من مستشفياتها لقصف جوي، وعانت من نفاد الوقود والمستلزمات الطبية، والاكتظاظ الشديد بفعل النزوح من الشمال، والحصار الإسرائيلي المطبق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما أدى إلى خروج كثير منها عن الخدمة.

محافظة شمال غزة

تحتضن محافظات الشمال ستة مستشفيات رئيسية، وكانت من أولى النقاط الطبية التي واجهت تهديدات بالإخلاء، خصوصاً مع بداية العملية البرية التي تعرضت فيها المحافظة لهجوم من محورين من أصل ثلاثة محاور.

ويتركز أغلب المستشفيات في شمال غزة ببلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، وأيضاً بمخيم جباليا، وأبرزها:

1 ـ المستشفى الإندونيسي (شرق): ويقع في مخيم جباليا، وافتُتح في 2015 بتبرّع مواطنين إندونيسيين، ويتسع لـ140 سريراً، لذلك يُعَدّ الأكبر في المحافظة.

وبات المستشفى الأهم في مناطق مدينة غزة وشمال القطاع بعد توقف مجمع الشفاء الطبي عن العمل إثر اجتياحه من القوات الإسرائيلية بعد 9 أيام من الحصار وإخلائه من الجرحى والمرضى والأطقم الطبية بشكل شبه كامل.

وفي أحدث التطورات تحاصر القوات الإسرائيلية المستشفى الإندونيسي منذ صباح الاثنين وقصفت عدداً من المباني فيه. وقال مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش إنّ "الاحتلال دمّر بعض مباني المستشفى الإندونيسي".

قصف إسرائيلي قرب المستشفى الإندونيسي أدى إلى نفاد الوقود والكهرباء في 14 نوفمبر/تشرين الثاني. (Reuters)

وأشار البرش إلى وجود 650 جريحاً في المستشفى رغم أن طاقته الاستيعابية 140 سريراً فقط، لافتاً كذلك إلى وجود أكثر من 100 مريض يحتاجون إلى جراحات عاجلة والطواقم الطبية محدودة.

وذكر أن القوات الإسرائيلية قصفت طابق العيادات والجراحات بالمستشفى ودمرت الأجهزة، وأن الجثث مكدسة في المستشفى وساحتها.

واعتبر أن استهداف "الإندونيسي" يعني توقف كل الخدمات الصحية في مناطق الشمال. وأكد أن قناصة الاحتلال يعتلون كل المباني المحيطة بالمستشفى ويطلقون النار على كل من يتحرك حوله.

2ـ مستشفى بيت حانون: ويقع في بلدة بيت حانون في الشمال الشرقي للمحافظة، ويتسع لنحو 65 سريراً، افتُتح في عام 2006.

لكن وزارة الصحة في غزة أعلنت في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي توقف الخدمات الطبية والصحية فيه نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي المتكرر والمباشر له، ما أثر سلباً في قدرة الطواقم العاملة على الوصول إلى المستشفى وخروجها منه.

3ـ مستشفى الكرامة: خرج عن الخدمة في 17 أكتوبر/تشرين الأول نتيجة القصف الإسرائيلي.

4ـ مستشفى كمال عدوان: خرج المستشفى عن الخدمة قبل نحو أسبوع بعد أن نفدت كميات الوقود فيه وتوقف تماماً عن العمل، وفق تصريحات متحدث وزارة الصحة أشرف القدرة.

5 – مستشفى العودة: يقع في بلدة جباليا، وهو متوقف عن استقبال أي جرحى أو مرضى جدد حالياً، إذ وصلت القوات الإسرائيلية إلى منطقة قريبة من محيطه.

محافظة غزة

تضمّ ما لا يقل عن 13 مستشفى رئيسياً، وفيها أكبر تجمع للمستشفيات نظراً إلى كثافتها السكانية التي تبلغ نحو نصف سكان القطاع، وخرجت جميعها عن الخدمة باستثناء المستشفى المعمداني الذي يقدم الحد الأدنى من الخدمات الطبية ومهدد في أي لحظة.

1ـ مجمع الشفاء الطبي (غرب): يقع في حي الرمال على الساحل الغربي لمدينة غزة، يتسع لـ700 سرير، حسب منظمة الصحة العالمية، لذلك يعتبر أكبر مستشفى بالقطاع، وربما الأقدم، إذ يُعتقد أنه جرى بناؤه عام 1946 إبان الانتداب البريطاني لفلسطين.

خرج "الشفاء" عن الخدمة بعد اقتحام الاحتلال الإسرائيلي له في الساعات الأولى من 15 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث كان يحتمي به نحو 7 آلاف نازح بالإضافة إلى مئات الأطقم الطبية والمرضى والجرحى، بينهم أطفال خدج.

وأوضح مدير عام مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية أن الجيش الإسرائيلي أخلى المستشفى بشكل شبه كامل السبت الماضي من المرضى والجرحى والنازحين بعد نحو 9 أيام من محاصرته.

جنود الاحتلال في أثناء اقتحام مستشفى الشفاء في مدينة غزة 15 نوفمبر/تشرين الثاني. (AFP)

2ـ مستشفى القدس (جنوب): ويقع بحي تل الهوى، ويتسع لنحو 100 سرير، لذلك يُعَدّ ثاني أكبر مستشفى في محافظة غزة.

خرج عن الخدمة في 12 نوفمبر/تشرين الثاني بعدما نفد احتياطي الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، وفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تديره، والتي أعلنت إجلاء 6 آلاف من الكوادر الطبية والمرضى والنازحين الذين كانوا يحتمون به اعتقاداً منهم أنه مكان آمن، لكن محيطه تعرَّض لقصف جوي إسرائيلي في 18 أكتوبر/تشرين الأول.

وكان المستشفى يضم قبل الإجلاء 400 مريض وجريح، ولجأ إليه منذ بداية الحرب نحو 14 ألفاً.

3ـ الأهلي العربي (المعمداني): وتحاصره دبابات الاحتلال الإسرائيلي، ووفق تصريح لطبيب جراح هناك فإنه "آخر مستشفى موجود في مدينة غزة، والقدرات والإمكانيات الصحية فيه قليلة جداً".

وسبق أن تعرَّض المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر/تشرين الأول لقصف جوي إسرائيلي أدى إلى استشهاد 471 فلسطينياً، غالبيتهم نساء وأطفال لجؤوا إلى المستشفى للاحتماء به.

كما تعرضت مستشفيات أخرى في المدينة للإخلاء مثل مستشفى الرنتيسي للأطفال، ومستشفى النصر للأطفال، ومستشفى محمد الدرة، فيما دمرت عيادة السويدي في غارة جوية.

محافظة دير البلح (الوسطى)

تضم محافظة الوسطى مستشفيين رئيسيين فقط، هما: شهداء الأقصى، ويافا. وباتت المحافظة مهددة باجتياح بري جديد في حال توسيع العملية البرية الإسرائيلية جنوباً.

1 - شهداء الأقصى: مستشفى حكومي مهدد بالتوقف عن الخدمة في أي لحظة إذا لم يصل إليه وقود لتشغيل الكهرباء، مقابل اكتظاظ شديد من الجرحى والمرضى.

"المخزون الاستراتيجي من الأدوية و اللوازم الطبية نفد" من المستشفى في 19 أكتوبر/تشرين الأول، وفق مدير المستشفى إياد الجعبري. وسبق أن تعرَّض محيطه لغارة جوية في ذات الشهر، لكن طاقمه الطبي رفض إخلاءه.

2 -مستشفى يافا: كان يسمى مركز يافا الطبي، وهو خاص يتبع جمعية الصلاح الإسلامية الخيرية، ويوجد به عدة تخصصات وأقسام لجراحة العيون والأنف والأذن والحنجرة، وقسم أمراض النساء والولادة، لكنه لا يعمل في ظل الحرب والنقص الحاد في الموارد الطبية والوقود.

محافظة خان يونس

تقع جنوب قطاع غزة، ويوجد بها ستة مستشفيات رئيسية، لكنها مهددة بالتوقف بسبب نقص الوقود، وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان شرق المحافظة إخلاء مناطقهم.

1ـ المستشفى الجزائري العسكري: يقع بمنطقة عبسان بمدينة خان يونس، وخرج عن الخدمة، وفق وزارة الصحة بغزة.

2ـ مجمع ناصر الطبي: ثاني أكبر مستشفى بالقطاع بعد الشفاء، تعرَّض لأضرار جانبية بعد قصف الجيش الإسرائيلي لمسجد قرب منه، ما أدى إلى انهيار سقف بقسم الأشعة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنه يواصل عمله.

3ـ مستشفى غزة الأوروبي: وهو مستشفى حكومي تضررت أجزاء منه في قصف إسرائيلي لكنه ما زال يواصل عمله.

محافظة رفح

تقع المحافظة جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، وبها معبر بري يُعَدّ المنفذ الوحيد نحو العالم الخارجي بعيداً عن الرقابة الإسرائيلية المباشرة، ومنه تدخل المساعدات الدولية.

وعلى غرار مستشفيات خان يونس تعاني نظيراتها في رفح من نقص الوقود والمستلزمات الطبية والاكتظاظ بالجرحى والمرضى والتهديد بالقصف.

وأبرزها: مستشفى أبو يوسف النجار، الذي يُعَدّ الأكبر في المحافظة، بالإضافة إلى مستشفى الكويت التخصصي، ومستشفى الهلال الإماراتي للنساء والتوليد.

ورغم قرب المستشفيات الثلاثة من معبر رفح وأفضلية وضعها من مستشفيات شمالي القطاع، فإنها مهددة هي الأخرى بالخروج عن الخدمة إن لم تصل إليها المساعدات الدولية سريعاً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً