وقال شهود عيان، إن جيش الاحتلال قصف بقذائف المدفعية تجمعاً لمدنيين، أغلبيتهم نساء ومسنّون، أمام مركز لتوزيع الدقيق في مخيم جباليا.
وأوضحوا أن "عشرات الفلسطينيين، المحاصرين في مخيم جباليا، توجهوا إلى مركز توزيع الدقيق التابع لوكالة الأونروا للحصول على الدقيق، بعد نفاد المواد الغذائية والمياه لديهم بشكل كامل، جراء عشرة أيام من الحصار الإسرائيلي".
وتابعوا: "لكن جيش الاحتلال استهدفهم بالقذائف المدفعية"، مشيرين إلى تناثر الجثث في محيط مركز التوزيع "الذي احترق بشكل كامل".
بينما قال متحدث جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة محمود بصل، عبر بيان، إن "الاحتلال أطلق القذائف المدفعية على الفلسطينيين، وطواقم الإسعاف غير قادرة على الوصول إلى الجرحى". كما أكد أن "الاحتلال يستهدف كل شيء متحرك، وحصار كامل على منطقة جباليا".
واستُشهد فلسطينيان اثنان وأُصيب آخران في قصف إسرائيلي استهدف مدنيين في منطقة جباليا النزلة، وفق مصدر طبي. فيما أُصيب ثلاثة أطفال من النازحين في مدرسة أبو حسين بمخيم جباليا بشظايا قصف مدفعي إسرائيلي ونقلوا إلى مستشفى "كمال عدوان" لتلقي العلاج.
وأسفر استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لتجمع مدنيين في محيط "بركة أبو راشد" بمخيم جباليا عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، حسب شهود عيان.
وقال شهود عيان، إن "أصوات التفجيرات وعمليات نسف البيوت التي ينفذها جيش الاحتلال لا تتوقف ولو لساعة"، لافتين إلى أن "عمليات القصف تركزت في مخيم جباليا وبيت لاهيا، إذ نسف جيش الاحتلال عشرات المنازل، وتصاعدت سحب الدخان بشكل كثيف من المنطقة".
وأطلقت طائرات مسيرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" نيران أسلحتها الرشاشة في شارع الجلاء ومنطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة، وفق مصدر محلي.
كما أفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال "شيّد سواتر ترابية لمنع الفلسطينيين من التوجه إلى مدينة غزة القريبة، ولدفعهم للنزوح عبر طريق واحد، وهو صلاح الدين، إلى جنوب القطاع، بهدف تفريغ شمال قطاع غزة من السكان".
بدورها، أطلقت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، الاثنين، مناشدة لإدخال أدوية ومستلزمات طبية وطعام إلى المرضى والطواقم الطبية المحاصرة في مستشفيات شمال القطاع.
وقالت الوزارة في بيان، إنه "مع استمرار واشتداد الحصار الإسرائيلي الظالم على مستشفيات ومحافظة شمال غزة لليوم العاشر على التوالي نطلق مناشدة عاجلة لضرورة إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والطعام إلى المرضى والطواقم الصحية المحاصرة في مستشفيات شمال غزة، وتوفير الحماية لها".
ومنذ عشرة أيام يواصل الجيش الإسرائيلي حصار شمال القطاع وقصفه، ويمنع دخول الغذاء والمياه والوقود، ما أدى إلى تعميق الأزمة الإنسانية.
من جهتها، وصفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قصف إسرائيل النازحين في ساحة مستشفى "شهداء الأقصى" بدير البلح ومدرسة المفتي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة بـ"ليلة أخرى من الرعب".
وقالت الوكالة، عبر منصة إكس: "ضربة استهدفت ساحة مستشفى (شهداء الأقصى)، وقد اشتعلت النيران في الخيام التي كان الناس ينامون فيها".
وفجر الاثنين، استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب نحو 40 آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف خياماً للنازحين في ساحة مستشفى "شهداء الأقصى"؛ ما أدى إلى اندلاع حريق كبير طال نحو 30 خيمة.
وأضافت الأونروا: "قبل ذلك بقليل، تعرضت مدرسة تابعة للأونروا، كانت تؤوي عائلات في النصيرات للقصف، وكانت المدرسة تستخدم موقعاً لحملة التحصين ضد شلل الأطفال".
وتابعت: "وأفادت التقارير بمقتل أكثر من 20 شخصاً في هذه الهجمات المروعة"، مجددة الدعوة إلى "وقف إطلاق النار".
ومساء الأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة استشهاد 22 فلسطينياً، بينهم 15 طفلاً وامرأة، وإصابة 80 آخرين، بقصف إسرائيلي على مدرسة "المفتي" التي تضم آلاف النازحين الفلسطينيين بمخيم النصيرات.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية في غزة.
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب "الإبادة الجماعية" نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
