وقال قوناقوفيتش في تصريحات، اليوم الاثنين، حول العلاقات التركية-البوسنية والتطورات بمنطقة البلقان، إنّ "تركيا فاعل سياسي مهم وكبير على الساحة الدولية"، مضيفاً: "وفي منطقة البلقان تلعب أنقرة دور الوسيط الجاد نظراً إلى علاقاتها الجيدة مع مختلف الدول، وأنا أكنّ احتراماً كبيراً لهذا الدور".
وأكد أن تركيا تعمل وسيطاً جاداً بين مختلف الدول في المنطقة، وذلك بفضل علاقاتها المتميزة مع عديد من الأطراف، مما يعزز استقرار المنطقة. وشدد على أهمية التركيز على التعاون الاقتصادي المستقبلي مع تركيا، وأهمية العمل على جعل العلاقات الثنائية أكثر فاعلية.
ومشيداً بقدرات فيدان الدبلوماسية ودوره البارز بتعزيز العلاقات بين الدول، قال قوناقوفيتش: "أكنّ له كثيراً من الاحترام وأستشيره في بعض القضايا، هو أحد أفضل وزراء الخارجية الذين عرفتهم".
وأوضح قوناقوفيتش أن الاتفاقية الموقعة مع تركيا لسفر مواطني البلدين باستخدام الهوية الشخصية لم تُنفَّذ بعد، قائلاً: "نودّ تنفيذها فوراً، لكن الهيكل المعقد الذي فرضته اتفاقية دايتون يجعل حتى أبسط القرارات صعباً للغاية".
واتفاقية دايتون هي معاهدة سلام وقّعها قادة صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك عام 1995، لتنتهي بموجبها حرب البوسنة التي استمرت 3 سنوات، وتنقسم البلاد إلى دولتين.
انتقادات حادة للرئيس الصربي
وفي ما يتعلق بالتطورات السياسية في منطقة البلقان، لم يتردد قوناقوفيتش في توجيه انتقادات حادة إلى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، معتبراً إياه "مشكلة كبيرة في المنطقة".
وذكر أنه بدلاً من أن يعمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة، يساهم فوتشيتش في تعقيد الأمور وتعطيل جهود الحلول. وأشار إلى موقف فوتشيتش من مجزرة سريبرينيتسا التي وقعت عام 1995، إذ يرفض الرئيس الصربي الاعتراف بها باعتبارها إبادة، مما يثير دهشته، خصوصاً في ظل تأكيد فوتشيتش المتكرر احترامه للقانون الدولي.
وحول رئيس جمهورية صرب البوسنة ميلوراد دوديك، شدد قوناقوفيتش على أن التصرفات والتصريحات الانفصالية التي يطلقها دوديك بين الفينة والأخرى تجري وفق رغبات روسيا وخدمة لمصالحها.
غزة وسوريا
وشبّه قوناقوفيتش الحرب التي شهدتها البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي بما يجري حالياً في غزة، لافتاً إلى جهود بلاده لإجلاء 49 مواطناً بوسنياً مع أسرهم من فلسطين.
وأوضح قوناقوفيتش أن 7 مواطنين بوسنيين ما زالوا في فلسطين، مؤكداً أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة مروعة.
وفي ما يخص الوضع في سوريا، أكد قوناقوفيتش أن البوسنة تراقب من كثب الوضع هناك، مشيراً إلى أن سقوط النظام السوري كان موضع احتفال في عديد من الدول، بما في ذلك البوسنة والهرسك، في ظل القمع الذي تعرّض له الشعب السوري.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي في غزة عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.