وذكر شهود عيان أن "الجيش الإسرائيلي انسحب من مدينة جنين ومخيمها بعد عملية عسكرية خلفت 21 شهيداً وعدداً من الإصابات"، كما خلف أضراراً كبيرة في البنية التحتية، إذ دمرت الجرافات العسكرية شوارع رئيسية ونبشت شبكات المياه والصرف الصحي، واقتلعت أعمدة كهرباء وهدمت منازل ودمرت مركبات عديدة.
وشهد مخيم جنين عمليات مداهمة وتفجير منازل واعتقالات وتحقيق ميداني طوال اليومين الماضيين. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في بيان، أن طواقمها تعاملت الليلة الماضية الخميس/الجمعة، مع 5 إصابات بعد اعتداء جنود إسرائيليين عليهم بالضرب المبرح عند حاجز الجلمة العسكري الإسرائيلي، شمالي جنين، "ما تسبب بإصابتهم برضوض وكدمات وجروح".
وفجر 28 أغسطس/آب الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة طالت مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، ومدينة طوباس ومخيم الفارعة. ومنذ ذلك التاريخ، يُجري الجيش اقتحامات وانسحابات متكررة في محافظتي طولكرم وطوباس، ينفذ خلالها عمليات قتل واعتقالات بين الفلسطينيين.
أما في جنين، فتواصلت العملية العسكرية على مدار 10 أيام، قبل أن يعلن عن انسحاب الجيش فجر الجمعة. وتركزت العملية العسكرية في الحي الشرقي من المدينة، ومخيمها، وشملت عدة بلدات مجاورة أبرزها برقين وكفر دان وكفر قود واليامون والهاشمية.
تهجير 28 تجمّعاً بدوياً
وبموازاة اقتحامات ومداهمات جيش الاحتلال، ينفذ المستوطنون الإسرائيليون هجمات واعتداءات متواصلة على الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة.
وقال شهود عيان إن عدداً من المستوطنين هاجموا، مساء أمس الخميس، فلسطينيين، خلال وجودهما في أرضهما بقرية عاطوف بالأغوار (شمال شرقي الضفة)، واعتدوا عليهما بالضرب. كما قالت جمعية الهلال الأحمر، في بيان، إن طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابة الفلسطينيين، ثم جرى نقلهما إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي، وقد أصيبا برضوض وجروح بين خفيفة ومتوسطة.
وفي بيان سابق الخميس، قالت هيئة شؤون الجدار الفلسطينية (حكومية)، إن "اعتداءات المستوطنين المتواصلة أدت إلى تهجير أكثر من 28 تجمعاً بدوياً، تتضمن 311 عائلة من أماكن سكنها إلى أماكن أخرى". وأوضحت أنه "ومنذ بدء 2024 نفذ المستوطنون قرابة ألف و760 اعتداءً، أدت إلى استشهاد 9 مواطنين في مناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية".
واستهدف "32% من هذه الاعتداءات التجمعات البدوية المتمركزة في السفوح الشرقية والأغوار الفلسطينية، بغية استهداف هذه التجمعات وإجبارها على الرحيل"، وفق البيان.
وتزامنا مع حربه المدمّرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن استشهاد 691 فلسطينياً وإصابة 5 آلاف و700 واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.
بينما خلّفت حرب إسرائيل بدعم أمريكي على غزة أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.