وقال شهود عيان إنّ آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفت بشكل مكثف أنحاء مختلفة، أبرزها "منطقة الصفطاوي وجباليا النزلة ومخيم جباليا"، فيما واصل نسف مبانٍ سكنية في محافظة الشمال حيث يمعن بإجراءات التطهير العرقي منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضحوا أن جيش الاحتلال أطلق بشكل مكثف قنابل إنارة في تلك المناطق، فيما دوّت أصوات انفجارات ضخمة ناجمة عن أعمال نسف للمباني السكنية في الشمال، بحسب الشهود.
كما شهدت مناطق شمال غرب مدينة غزة وحي الزيتون والصبرة جنوب المدينة قصفاً مدفعياً متقطعاً، وفق الشهود، وقالوا إن مسيّرات إسرائيلية من نوع كواد كابتر أطلقت النار بمحيط صيدلية ابن الهيثم في شارع الجلاء شمال غرب مدينة غزة.
وفي المحافظة الوسطى أفاد شهود عيان باستهداف شمال غرب مخيم النصيرات بقذائف مدفعية بالتزامن مع إطلاق النيران بشكل عشوائي من طائرة مروحية وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن إصابة فلسطيني.
وفي الجنوب قصَف سلاح البحرية الإسرائيلي منطقة المواصي غرب مدينة رفح، فيما شهد شمال غرب المدينة قصفاً مدفعياً مكثفاً، وفق شهود عيان.
اعتقال مرضى
وأمس الأحد، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 4 مرضى فلسطينيين في أثناء نقلهم من مستشفى الإندونيسي شمال القطاع إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، عبر منظمة الصحة العالمية.
وقالت الوزارة في بيان: "اعتقلت قوات الاحتلال 4 مرضى من بين 10 في أثناء نقلهم عبر منظمة الصحة العالمية لتلقي العلاج من مستشفى الإندونيسي في شمال القطاع إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة".
وأوضحت أن "أحد المرضى المعتقلين في حالة حرجة للغاية"، وأشارت الوزارة إلى أن "7 مرضى لا يزالون في مستشفى الإندونيسي برفقة 10 من الكوادر الطبية، في ظروف مأساوية".
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية اليوم مستشفيي المعمداني والوفاء في مدينة غزة، كما أعلن مستشفى العودة أنّ قصفاً مدفعياً عنيفاً استهدف محيطه في منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة.
إخلاء شمال غربي مدينة غزة
في غضون ذلك أنذر جيش الاحتلال، الأحد، فلسطينيين شمال غربي محافظة مدينة غزة بإخلاء منازلهم والانتقال إلى وسط المدينة، تمهيداً لهجوم عسكري، في ظل الإبادة المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي: "إلى سكان قطاع غزة الموجودين في المناطق المصنفة D1 وD3 وجميع البلوكات، من ضمنها مناطق النصر ومدينة العودة وحي المرابطين، من أجل أمنكم انتقلوا فوراً إلى المآوي في مركز مدينة غزة".
وأضاف: "تطلق المنظمات القذائف الصاروخية مرة أخرى من هذه المناطق، وجرى تحذيرها عدة مرات في الماضي"، وفق ادعائه، لافتاً إلى أن "هذا تحذير مسبق قبل الهجوم"، على حد قوله.
مفاوضات الأسرى
في سياق متصل، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إنّ الحركة ذهبت إلى أقصى مرونة بشأن مفاوضات الأسرى شريطة وقف العدوان والانسحاب الشامل والإغاثة والإعمار دون شروط.
وأكد في مقابلة مع قناة الأقصى الفضائية أن "العدو ينقلب في كل محطة من محطات التفاوض على ما يجري الاتفاق عليه"، وكشف أن إسرائيل مصرة على أمرين في المفاوضات، وهما عدم "الانسحاب الكامل من القطاع، وعدم وقف العدوان".
وحول ما يعلنه جيش الاحتلال من أنه تمكّن من القضاء على قدرات المقاومة وإضعافها، أكد القيادي في حماس أن "حديث الاحتلال عن كسر المقاومة أثبت فشله، ولا تزال المقاومة تسطّر أروع صور البطولة"، مشيراً إلى أن "المشاهد التي تبثها المقاومة تمثل جزءاً يسيراً من البطولات التي يسطرها شعبنا الفلسطيني".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي في غزة عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.