الاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان للمرة الخامسة ويحاصر نازحين / صورة: AA (AA)
تابعنا

وقال حسام أبو صفية، مدير مستشفى "كمال عدوان" شمالي قطاع غزة، الثلاثاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف المستشفى 5 مرات خلال اليوم، مشيراً إلى أن الطواقم الطبية أرهقت جراء "الفظائع".

وقال أبو صفية في بيان: "اليوم، وللمرة الخامسة، جرى استهداف إسرائيلي لمستشفى كمال عدوان بطريقة مروعة ودون رحمة، إذ تقوم الطائرات المسيّرة بإسقاط قنابل مملوءة بالشظايا التي تصيب وتؤذي أي شخص يتحرك". وحذر من أن "الوضع أصبح خطيراً للغاية. إذ تعرض مستشفى كمال عدوان لاعتداء همجي من قبل الطائرات المسيّرة، ومرة أخرى، يركز الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الفرق الطبية".

وأضاف أبو صفية: "قبل قليل، أصيب ثلاثة من الطاقم الطبي لدينا، أحدهم في حالة خطيرة، ويخضع لعملية جراحية معقدة في غرفة العمليات". ومعرباً عن حجم المأساة، ختم أبو صفية بيانه بالقول: "نحن مرهقون من العنف و الفظائع المستمرة. لماذا نتعرض لمثل هذه الوحشية؟ كل يوم يجري استهداف المستشفى بشكل منهجي".

وفي وقت سابق، قال مصدر طبي من داخل المستشفى للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي قصف ساحة "كمال عدوان" بقنابل كواد كابتر، ما أسفر عن إصابة 3 كوادر.

ووصل الواقع الصحي في القطاع إلى وضع كارثي جراء قصف واقتحامات جيش الاحتلال للمستشفيات وإخراجها من الخدمة، واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، بالإضافة إلى انعدام المستلزمات الضرورية جراء الحصار وإغلاق المعابر ومنع حركة خروج المرضى للعلاج في الخارج.

الأكثر دموية منذ بداية الإبادة

قال متحدث الدفاع المدني بقطاع غزة محمود بصل، الثلاثاء، إن جرائم العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ شهرين في شمال القطاع "هي الأكثر دموية منذ بداية الإبادة"، وأكد أن "سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال بدأت تؤدي إلى وفيات بسبب الجوع والحصار المشدد".

وأكد بصل أن "الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسات قصف عشوائية تستهدف منازل مكتظة بمئات المدنيين دون أي تحذيرات مسبقة". وقال إن "جرائم العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ شهرين في شمال القطاع هي الأكثر دموية منذ بداية الإبادة".

وأوضح أن "العدوان الإسرائيلي أدى إلى إبادة عائلات بأكملها واستهداف كل من يتحرك في الشوارع"، واصفاً ما يجري بأنه "تطهير عرقي ممنهج". وأشار إلى تسبب الهجمات العسكرية في "تدمير واسع للبنية التحتية، شمل المنازل والمدارس والمرافق الأساسية، ما أجبر أكثر من 130 ألف مواطن على النزوح القسري".

وأشار بصل إلى أن "هناك كارثة إنسانية تتفاقم مع مرور الوقت، إذ لا تزال جثامين أكثر من 70% من الشهداء تحت الأنقاض في المناطق المستهدفة شمال القطاع، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي طواقم الدفاع المدني من أداء مهامها الإنسانية منذ 42 يوماً".

وأضاف: "تصلنا استغاثات من مواطنين عالقين تحت الأنقاض يطلبون المساعدة، لكننا عاجزون عن الوصول إليهم". وذكر بصل أن "سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال بدأت تؤدي إلى وفيات بسبب الجوع، في ظل الحصار المشدد ومنع دخول المواد الغذائية الأساسية". ولفت إلى "توقف 13 مركبة إطفاء عن العمل في وسط وجنوبي القطاع بسبب نفاد الوقود، مما يعرقل عمليات الإنقاذ والإغاثة".

وصعّد الاحتلال من استهدافه لمشروع بيت لاهيا المكتظ بالسكان في شمال قطاع غزة، حيث يستخدم المسيّرات لقصف كل من يتحرك ويحاصر النازحين ويزرع البراميل المتفجرة بين المنازل. وأكدت مصادر محلية أن جيش الاحتلال زرع براميل متفجرة في أحياء المشروع تمهيداً لتفجير منازل السكان. وقال محاصرون في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة إن حياتهم معرضة للخطر في ظل اشتداد القصف الإسرائيلي.

واستُشهد 10 مواطنين، الثلاثاء، في قصف الاحتلال مدرسةً ونادياً يؤويان نازحين بمدينة غزة. وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت مدرسة الفلاح التي تؤوي نازحين في حي الزيتون بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 6 مواطنين على الأقل وإصابة آخرين.

وأفادت الوكالة باستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين، مساء الثلاثاء، في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدفت منزلاً لعائلة الخور قرب مسجد عبد الله عزام بحي الصبرة جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين. وأضافت أن قوات الاحتلال قصفت منزلاً آخر قرب مسجد السوسي بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين.

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة". بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلّفت نحو 150 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً