واستُشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون، أمس الأحد، بقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي خيام نازحين، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها بمنطقة وصفها سابقاً بأنها "آمنة" غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة في بيان: "طواقمنا تتعامل مع استهداف إسرائيلي لخيام النازحين قرب المستشفى البريطاني بمواصي خان يونس".
فيما أفاد شهود عيان بأن القصف الإسرائيلي أدى إلى اشتعال النيران في خيام النازحين، حيث هرع المواطنون وطواقم الدفاع المدني لمحاولة السيطرة على الحريق.
وبالمجمل، أفاد الدفاع المدني باستشهاد 35 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، في غارات شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي خلال 24 ساعة في قطاع غزة، حيث يتواصل القصف والاشتباكات.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن "13 شهيداً سقطوا في استهداف الطيران الحربي الليلة الماضية منزلاً مكوّناً من ثلاثة طوابق في دير البلح وسط القطاع"، مشيراً إلى أن "غالبية الشهداء من عائلة أبو سمرة، وبينهم ثلاث نساء وأطفال".
على صعيد متصل، أفاد بصل بسقوط "8 شهداء على الأقل وعدد من المصابين في مدرسة موسى بن نصير التي تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج" بشمال شرق مدينة غزة، موضحاً أن بينهم أربعة أطفال.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة: "انتُشلت جثث 3 شهداء جميعهم في العشرينيات من العمر، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في شرق مدينة رفح" بجنوب القطاع.
كذلك أشار إلى "نقل 4 شهداء وعدد من المصابين إثر استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة مدنية في شارع الجلاء في مدينة غزة، إلى مستشفى المعمداني".
في السياق، نفّذت قوات الاحتلال عمليات نسف لبنايات سكنية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تزامناً مع إطلاق نار من الآليات العسكرية المتمركزة في منطقة الصفطاوي، إضافة إلى غارات جوية متواصلة شمال وجنوب محافظة غزة، كما نسفت قوات الاحتلال عدداً من المنازل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
إدانة استهداف مشفى كمال عدوان
في غضون ذلك، وصفت حركة حماس، الأحد، الإبادة الإسرائيلية المستمرة في شمال قطاع غزة، واستهداف مستشفى كمال عدوان، بأنهما "جرائم غير مسبوقة بحق الإنسانية".
وقالت الحركة في بيان: "ما يتعرض له شمال قطاع غزة من قصف متواصل، واستهداف صهيوني لمستشفى كمال عدوان، جرائم غير مسبوقة بحق الإنسانية".
وأضافت أن "جيش الاحتلال يواصل قصفه الوحشي وتدميره الممنهج لمناطق شمال القطاع، خصوصاً جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، مستهدفاً مراكز الإيواء والمدارس، ويركز قصفه على مستشفى كمال عدوان".
وأكد البيان أن "الاحتلال يهدد بإخلاء المستشفى (كمال عدوان) من المرضى والجرحى والنازحين"، معتبراً ذلك "جريمة تطهير عرقي وتهجير قسري غير مسبوقة، في ظل صمت وعجز دولي".
نقص حاد في الغذاء
إنسانياً، قال مسؤول أممي زار مدينة غزة أواخر الشهر الماضي إن الناس يعيشون في "ظروف غير إنسانية مع نقص حاد في الغذاء وظروف صحية مروعة".
من جهتها أعلنت منظمة أوكسفام غير الحكومية الأحد أن 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء في شمال غزة خلال شهرين ونصف الشهر، داقّة ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضع في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت أوكسفام في بيان إنّ "تأخيرات متعمّدة وعمليات عرقلة ممنهجة من جانب الجيش الإسرائيلي أدت إلى تمكين 12 شاحنة فقط من إيصال مساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعاً"، بما يشمل عمليات التسليم حتى يوم السبت، وذلك "من بين الشاحنات القليلة الـ34 المحملة بالغذاء والماء التي سُمح لها بالدخول إلى محافظة شمال غزة خلال الشهرين ونصف الشهر الماضية".
ويتزامن استمرار العدوان مع تحذيرات أطلقتها بلدية غزة من خطر انهيار بيئي نتيجة شح المياه، وتسرب الصرف الصحي، وتراكم النفايات في المدينة بسبب الحرب.
وأشارت البلدية إلى أن أكثر من 85% من المُعَدّات الهندسية الثقيلة قد دُمرت، إضافة إلى تعطّل 50% من آليات الصرف الصحي ومعالجة النفايات.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.