وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية، وهي جهة اتصال رسمية مع إسرائيل أبلغتها "باستشهاد الشاب محمود إبراهيم جرادات (29 عاماً) برصاص الاحتلال (الإسرائيلي) في بلدة تعنك قضاء جنين". وفي بيان سابق، أعلنت وزارة الصحة عن "9 شهداء (فلسطينيين) ونحو 40 إصابة جراء عدوان الاحتلال على جنين".
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاصر منزلاً في قرية تعنك غرب جنين، ويطالب "عبر مكبرات الصوت مَن فيه بتسليم أنفسهم، وسط سماع دوي انفجارات في القرية".
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال تمنع طواقمه من الوصول إلى المصابين داخل مخيم جنين.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجار ضخم في محيط مخيم جنين، وقالت إن تحليقاً مكثفاً لمروحيات الاحتلال ينفَّذ فوق جنين ومخيمها، تزامناً مع اقتحام واسع وحصار للمنطقة.
في سياق متصل، قال مسؤول العلاقات العامة في بلدية جنين بشير مطاحن، الثلاثاء، إن أكثر من 600 فلسطيني نزحوا من مساكنهم في مخيم جنين، إلى ساحة مستشفى جنين الحكومي. وأضاف أن النازحين "توزعوا في الطرقات بمحيط المستشفى وداخل أقسامه، في وضع إنساني صعب، وبعضهم في العراء دون مأوى أو خيام".
وأشار إلى أن بلدية جنين أيضاً أعلنت فتح مقراتها لاستقبال النازحين من المخيم. وأوضح أن جيش الاحتلال "فرض حصاراً كاملاً على مدينة جنين وأغلق مخيمها، وجرف معظم الشوارع الرئيسية والمفترقات".
وأدانت الحكومة الفلسطينية، في بيان، "عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها، كما دعت حركة حماس إلى "النفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني". وقالت الحركة إن "سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين بالتزامن مع بدء عملية الاحتلال يثير الاستغراب".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه وجهاز الأمن العام (الشاباك) وحرس الحدود باشروا حملة عسكرية باسم "السور الحديدي" لإحباط ما زعم أنها "أنشطة إرهابية في جنين". وقالت هيئة البث العبرية (رسمية): "بدأ الجيش الإسرائيلي عملية في جنين بغارة جوية بطائرة بدون طيار استهدفت بنى تحتية".
وقال مصدر عسكري للقناة الـ14 العبرية "إن الجيش يشن عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة قد تستمر شهوراً".
وتأتي عملية جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بعد إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهراً.
وتمثل هذه العملية، وفق إعلام عبري، محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاسترضاء وزير المالية اليمني المتطرف سموتريتش الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.
والثلاثاء، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن نتنياهو وعَد سموتريتش بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة ما قد يؤدي إلى انهيارها.
إصابة جنود إسرائيليين
وفجّر مقاومون عبوة ناسفة في آلية إسرائيلية بمخيم جنين. كما بثت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد قالت إنها تُظهر إطلاق النار من جانب مقاومين باتجاه قوات الاحتلال في شارع الناصرة بمدينة جنين.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بإصابة 4 جنود إسرائيليين بجراح بين متوسطة وخفيفة جراء انفجار عبوة ناسفة في جنين. وقالت كتيبة جنين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها فجّروا عبوة ناسفة في ناقلة جند إسرائيلية بمحيط مخيم جنين وأوقعوا الجنود بين قتيل وجريح.
وذكرت الكتيبة أيضاً أن مقاتليها يخوضون "معارك ضارية مع قوات العدو في محاور القتال قرب دوار الحصان وطلعة الغبز ويمطرون قوات العدو والآليات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة".
اقتحامات واسعة بالضفة
وتزامناً مع الهجوم على جنين، نفذت قوات الاحتلال اقتحامات واسعة شملت مناطق في القدس المحتلة ونابلس وقلقيلية. إذ اقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط شرقي القدس، كما اقتحمت حي المساكن الشعبية شرقي نابلس وسط مواجهات وإطلاق نار صوب فلسطينيين.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة شخص برصاص الاحتلال في مخيم شعفاط. فيما اقتحمت قوات الاحتلال حارة المنصور ببلدة عزون شرقي قلقيلية، وأطلقت قنابل الغاز على منازل المواطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال 5 فلسطينيين من بلدة بيت كاحل غرب الخليل، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). من ناحية أخرى، رشق مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة قرب مستوطنة شيلو على الطريق الرئيسي بين رام الله ونابلس، وفقاً لما أوردته وسائل إعلام فلسطينية.
وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 870 فلسطينياً، وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفاً و300، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وصباح الأحد، دخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوماً، يجري خلالها التفاوض على مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.