وشددت حركة "حماس"، في بيانها على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضه أو فرض الوصاية عليه، وعبرت عن إدانتها الشديدة لتصريحات ترمب الأخيرة، ووصفتها بـ"العدائية للشعب الفلسطيني وقضيته".
وقال بيان الحركة إن تصريحات ترمب "لن تخدم الاستقرار في المنطقة وستصب النار على الزيت"، داعية الرئيس الأمريكي للتراجع عن تصريحاته "غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني".
بدورها، عدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تصريحات ترمب "تصعيداً خطيراً يهدّد الأمن القومي العربي والإقليمي وخاصة في مصر والأردن".
وقالت الحركة في بيانها، إن الولايات المتحدة تريد أن تضع "مصر والأردن في مواجهة الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وأضافت: "تصريحات ترمب وهو يستقبل الهارب من المحكمة الدولية (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، وتأكيده على مخطط تهجير أهلنا في قطاع غزة عن أرضهم، ليست سوى نسخة جديدة من وعد بلفور المشؤوم، الذي وعد فيه من لا يملك من لا يستحق".
وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني أصبح "أكثر تصميماً وإصراراً على مواجهة المؤامرات"، داعية الشعوب العربية والإسلامية لـ"الوقوف في وجه المشروع التآمري الذي يستهدف جميع شعوب المنطقة وينبئ بتهديدات خطيرة قادمة".
إعلان حرب
من جانبها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريحات ترمب، معتبرة إياها "إعلان حرب على الشعب الفلسطيني". وقالت في بيانها: "هذه التصريحات محاولة لإعادة إنتاج نكبة جديدة، لن تمر إلا على جثث شعبنا المقاوم والصامد في غزة وكل فلسطين".
وذكرت أن طرح ترمب "يكشف النويات الحقيقية للإدارة الأمريكية الجديدة في تصفية القضية الفلسطينية عبر بوابة التهجير وتوطين اللاجئين".
وفي وقت سابق الأربعاء، عبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه الشديد لدعوة ترمب الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وطالب عباس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي "بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف".
ومساء أمس الثلاثاء، قال ترمب في مؤتمر صحفي إنه يدعم فكرة "التوطين الدائم" لفلسطينيي غزة في مناطق أخرى، وتلاه بتصريح صادم تحدث فيه عن عزم بلاده الاستيلاء على القطاع.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج ترمب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوماً، ويجري خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.