جاء تصريح ترمب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب مباحثات ثنائية جرت في البيت الأبيض، قال فيه: "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة، وستؤدي مهمة فيه أيضاً".
وأضاف: "سنطلق خطة تنمية اقتصادية في القطاع تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة، ويمكن لغزة أن تصبح ريفييرا الشرق الأوسط".
وقال ترمب إنه يخطط لزيارة غزة وإسرائيل والسعودية خلال رحلة مستقبلية إلى الشرق الأوسط. ولم يذكر موعد زيارته.
ولم يستبعد ترمب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعاً أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في غزة.
وبشأن تفاصيل لقائه من نتنياهو، قال ترمب: "أجريتنا محادثات جميلة". وأضاف: "لقائي مع نتنياهو ركز على المستقبل، وكيفية القضاء على حماس، واستعادة السلام". وشدد ترمب على أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ستكون في ظل إدارته "أقوى من أي وقت مضى".
وفي سياق آخر، أعرب ترمب عن اعتقاده أن العديد من الدول ستنضم "قريباً جداً" إلى "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع إسرائيل.
وفي ما يخص الضفة الغربية، قال ترمب إنه لم يتخذ موقفاً بشأن سيادة إسرائيل على الضفة، وسيعلن ذلك في الأسابيع المقبلة.
وفي مؤتمر صحفي قصير قبل المباحثات مع نتنياهو، جدد ترمب دعمه مخطط تهجير فلسطينيي غزة بشكل "دائم" إلى دول أخرى. وقال: "لا أعتقد أن الناس يجب أن يعودوا إلى غزة. لا يمكنك العيش في غزة الآن. أعتقد أننا بحاجة إلى موقع آخر. أعتقد أنه ينبغي أن يكون موقعاً يجعل الناس سعداء".
وأضاف: "عندما تنظر إلى العقود الماضية، فإن كل ما تراه في غزة هو الموت. لقد كان هذا يحدث منذ سنوات".
وتابع مروجاً لمخططه: "ماذا لو استطعنا إيجاد منطقة جميلة لإعادة توطين الناس بشكل دائم في منازل جيدة، حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء، ولا يتعرضوا لإطلاق النار أو القتل مثلما يحدث في غزة".
وأشار ترمب إلى أن مصر والأردن أبلغا واشنطن بعدم استعدادهما لاستقبال سكان من غزة، لكنه ادَّعى أن هناك دولاً أخرى أعربت عن استعدادها لاستقبالهم، منوهاً إلى أن الزعماء الآخرين راقت لهم الفكرة التي رفضها الفلسطينيون في السابق.
وقال في هذا السياق: "عديد من قادة البلدان تواصلوا معنا وأبدوا رغبتهم في إيواء سكان من غزة".
وفي شأن آخر، قال ترمب إنه يود التوصل إلى اتفاق مع إيران لتحسين العلاقات الثنائية، لكنه أضاف أن طهران ينبغي أن لا تطور سلاحاً نووياً. وأضاف: "أقول هذا لإيران، التي تستمع باهتمام شديد، أود أن أتمكن من إبرام صفقة رائعة. صفقة يمكنك من خلالها مواصلة حياتك".
وتابع: "لا يمكنهم امتلاك شيء واحد. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي وإذا كنت أعتقد أنهم سيحصلون على سلاح نووي.. أعتقد أن هذا سيكون أمراً مؤسفاً للغاية لهم".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ترمب رفع الحظر عن الذخائر التي حُجبت عن إسرائيل، وإنه ملتزم بالسلام بين إسرائيل والسعودية، وإنه يعتقد أنه سينجح في تحقيق هذا الهدف. وأضاف للصحفيين في واشنطن: "أعتقد أن السلام بين إسرائيل والسعودية ليس ممكناً فحسب بل أعتقد أنه سيحدث".
وقال: "أنا ملتزم بتحقيقه. أعلم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ملتزم بتحقيقه، وأعتقد أن القيادة السعودية مهتمة بتحقيقه. لذلك سنبذل قصارى جهدنا، وأعتقد أننا سننجح".
وردت السعودية فوراً، الأربعاء، في بيان أكدت فيه أن موقفها تجاه الفلسطينيين غير قابل للتفاوض، وقالت إن الرياض لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية.
وأكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بيان، موقف المملكة بوضوح وبطريقة لا تسمح بأي تأويل تحت أي ظرف.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروِّج ترمب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وهذه هي أول زيارة خارجية لنتنياهو بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، من المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة".
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوماً، ويجري خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعمٍ أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلَّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.