وقالت الصحيفة: "إن الجيش دمَّر كل المساكن والبنية التحتية في المنطقة تقريباً لمنع عودة مئات الآلاف من المهجَّرين قسراً من هناك، ثم قرر تدمير المستشفيات أيضاً لأنه مع غياب المرافق الطبية سيجري إخلاء شمال غزة بشكل أسرع، حيث يفرّ المرضى والجرحى إلى الجنوب، في محاولة للحصول على الرعاية".
وشددت الصحيفة على أنه "لا يمكن ترك مثل هذه المنطقة الكبيرة من دون مستشفيات، خصوصاً في زمن الحرب، لأن اتفاقية جنيف الرابعة تمنح المستشفيات وضعاً خاصاً في أثناء الحرب".
وانتقدت الصحيفة مزاعم جيش الاحتلال وجود أسلحة صغيرة وذخيرة في المستشفى، وهو لا يبرر مهاجمته، ولا حتى وجود مقاتلين أعداء يتلقون العلاج في المستشفى.
وأضافت: "هذه الكمية الضئيلة من الأسلحة المزعوم وجودها داخل المستشفى، مثل مسدسين وسكين، لا يمكِّنك من إجلاء عشرات المرضى والأطباء من مستشفى وإجبارهم على ارتداء ملابسهم الداخلية فقط في ليلة باردة أمام الكاميرات لإذلالهم".
واقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، يوم الجمعة، في شمال غزة وأضرم النار فيه وأخرجه عن الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصاً كانوا داخله، بينهم مديره الدكتور حسام أبو صفية والطواقم الطبية.
ومنذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة وتهجيرهم تحت وطأة قصف دموي وحصار مشدد يحرمهم من الغذاء والماء والدواء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت الإبادة الإسرائيلية، بدعمٍ أمريكي، في غزة، عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.