ومساء أمس الاثنين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 5 فلسطينيين في قصف نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية على مخيم نور شمس للاجئين قرب طولكرم (بينهم شاب من قلقيلية)، وسادس بقرية وادي رحال قرب بيت لحم برصاص مستوطنين.
وشيّع الفلسطينيون في طولكرم، جثامين 4 شهداء، بينهم طفلان، في موكب جنائزي شارك فيه الآلاف. وانطلق الموكب من أمام مستشفى ثابت ثابت الحكومي باتجاه مسقط رأس الشهداء الأربعة في مخيم نور شمس.
وفي مدينة قلقيلية شيّع الآلاف جثمان فلسطيني آخر استُشهد في مخيم نور شمس، فيما شيّع أهالي قرية وادي رحال جنوبي مدينة بيت لحم جثمان فلسطيني استُشهد برصاص مستوطنين.
وساد إضراب عام، اليوم الثلاثاء، كل مناحي الحياة في محافظتي طولكرم وبيت لحم حداداً على استشهاد الفلسطينيين الـ6. وشل الإضراب كل مناحي الحياة الاقتصادية والمواصلات والمؤسسات الحكومية والأهلية في المحافظتين.
وكانت فصائل فلسطينية دعت في وقت سابق إلى الإضراب الشامل في طولكرم وبيت لحم حداداً على استشهاد الفلسطينيين الستة.
تجدد الاقتحامات
وتتواصل اقتحامات جيش الاحتلال لمختلف بلدات ومدن الضفة، مسفرة عن اعتقال عدد من الفلسطينيين، وقالت مصادر محلية إنّ جيش الاحتلال اقتحم عدة أحياء في مدينة قلقيلية (شمال)، وسط مواجهات مع فلسطينيين. واعتقل 3 فلسطينيين من المدينة ومن بلدة حجة، بعد عمليات تفتيش وتخريب قبل أن ينسحب منها.
وفي نابلس (شمال) اقتحمت قوة إسرائيلية عدة أحياء، أبرزها مخيم عسكر شرق المدينة، وسط اندلاع مواجهات مع فلسطينيين.
كما نفذ جيش الاحتلال في ساعات الفجر الأولى اقتحامات في بلدات بمحافظات الخليل (جنوب)، وطولكرم (شمال)، ورام الله (وسط)، وأريحا (شرق)، قبل أن ينسحب في وقت لاحق.
مستوطنة جديدة
وإلى جانب الاقتحامات والمداهمات المتكررة التي ينفذها جيش الاحتلال، يواصل المستوطنون هجماتهم واعتداءاتهم على الفلسطينيين بالضفة لدفعهم إلى الرحيل.
وقال عمدة تجمع الخان الأحمر البدوي شرق القدس، عيد خميس، اليوم الثلاثاء إنّ مجموعة من المستوطنين أقاموا بؤرة استيطانية في منطقة الخان تبعد عن التجمع السكاني الفلسطيني عشرات الأمتار فقط.
وأضاف خميس: "من الواضح أن السلطات الإسرائيلية ماضية في السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتستخدم المستوطنين أداة لتنفيذ مخططاتها"، محذراً من أن "وجود البؤرة من شأنه التضييق على السكان والتنكيل بهم لدفعهم إلى الرحيل".
ويسكن في تجمع الخان الأحمر البدوي نحو 200 فلسطيني في بيوت من الصفيح والخيام، وتعرضوا على مدار سنوات لمحاولات تهجير واقتلاع من مساكنهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 صعّد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية المحتلة. وارتفع عدد الفلسطينيين الذين استُشهدوا برصاص المستوطنين إلى 19، استناداً إلى معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية).
وارتفع عدد الفلسطينيين الذين استُشهدوا في الضفة الغربية المحتلة إلى 652 شخصاً، إضافة إلى نحو 5 آلاف و400 جريح، حسب معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلّفت نحو 134 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
