أردوغان على متن طائرة العودة من مصر / صورة: AA (AA)
تابعنا

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس التركي للصحفيين خلال رحلة عودته من العاصمة المصرية القاهرة، عقب مشاركته في قمة مجموعة الثماني للتعاون الاقتصادي (D-8).

وقال أردوغان: "سنبذل جهوداً لمساعدة أشقائنا في سوريا على تحديد الشكل الذي ينبغي لهيكل الدولة أن يكون عليه"، موضحاً أنه تجري دراسة "كيفية نقل تجاربنا إلى الإدارة السورية الجديدة لإحياء الدولة وفق عقد اجتماعي جديد ودستور جديد".

وأشار أردوغان إلى أنه "إذا نجحت سوريا في تأسيس بنية مستقرة لدولتها، فإن مكانتها في العالم الإسلامي ستكون كبيرة جداً".

وذكر الرئيس التركي أنه أُرسل فريق "آفاد" مع جميع تجهيزاته ومعداته إلى سجن صيدنايا بسوريا، وأضاف: "من الواضح أننا لم نتمكن من رؤية الصورة الكاملة للظلم والتعذيب في سوريا بعد، وهذا يحتاج إلى بعض الوقت".

وأكد أردوغان أنه "سنبذل قصارى جهدنا لضمان محاسبة رموز النظام (السوري المنهار) على أساس القانون الدولي".

وتابع أردوغان: "الشعب السوري الشقيق سيتحد لتضميد جراحه النازفة وبناء مستقبل حر ومزدهر وسيجد تركيا إلى جانبه دائماً".

وقال أردوغان إن تركيا "تبنت مبدأ 'الأنصار والمهاجرين' فيما يتعلق بدعم اللاجئين السوريين"، مشيراً إلى أن "المناطق الحدودية التركية مثل غازي عنتاب وكيليس تشهد نشاطاً اقتصادياً نتيجة سياستنا مع (اللاجئين) السوريين"، وتعهد بالعمل على تعزيز العلاقات التجارية مع سوريا الجديدة.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام المنهار، وفر بشار الأسد رفقة عائلته إلى روسيا التي منحته "لجوءاً إنسانياً"، لتنتهي 61 عاماً من حكم حزب البعث المنهار، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

"انتهت صلاحيتها"

وفيما يتعلق بالتنظيمات الإرهابية، قال الرئيس التركي إن "آمال تنظيم PKK/YPG الإرهابي في سوريا ذهبت أدراج الرياح".

وشدد أردوغان على أنه "حان الوقت للتخلص من التنظيمات الإرهابية في سوريا"، مؤكداً "من الآن فصاعداً سنعمل على ضمان عدم تشكيل أي تهديد علينا من حدودنا الجنوبية".

ونوه الرئيس التركي بأن "بيئة الثقة التي ستنشأ في سوريا ستحول دون قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد مزيد من المقاتلين".

وقال أردوغان: "انتهت صلاحية تنظيم PKK الإرهابي وأذرعه، وبيئة الأمن التي ستنشأ بسوريا ستمنع التنظيمات الإرهابية من تجنيد مزيد من العناصر"، مضيفاً: "سيبقى تنظيم PKK/YPG الإرهابي وحيداً ولن يكون له مستقبل في سوريا".

وفي سياق متصل، قال أردوغان، إن تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب حول تركيا وسوريا "تلخّص وجهة نظره التي سيُسقِطها على الواقع خلال الأشهر المقبلة".

وأضاف: "ترمب في الواقع يشير دائماً إلى قوة وفاعلية بلدنا عبر تقييمات موضوعية"، وتابع: "الحدود المعنوية لتركيا أكبر بكثير من حدودها المادية، ورأينا ذلك في كل بلد زرناه".

انتهاكات إسرائيل

أما بخصوص الاعتداءات الإسرائيلية في المنطقة، فقال أردوغان إن "إسرائيل معتادة على انتهاك القانون الدولي، ورأينا أنها ضربت به عرض الحائط في غزة، والعالم التزم الصمت".

وأضاف الرئيس التركي: "إسرائيل اجتاحت أراضي دولة ذات سيادة في لبنان وسفكت الدماء، والعالم صمت أيضاً".

وأشار إلى أن "سوريا أيضاً تتعرّض اليوم لجموح إسرائيل التي أصلاً تحتل الجولان بالمخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967".

وأكد أردوغان على أن تركيا ستواصل ملاحقة إسرائيل في كل المحافل وسنسعى لإجبارها على التصرف وفق القانون.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

تركيا ملاذ آمن لأصدقائها

وفي سياق منفصل، قال أردوغان، حول لقائه برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، إن الأخير "أعرب لي عن ثقة لبنان الكبيرة بتركيا، وهذا يدلّ على أن جهودنا محل تقدير".

وأكد الرئيس التركي على أن بلاده أثبتت تاريخياً أنها "ملاذ آمن لأصدقائها وأشقائها".

وأعرب أردوغان عن أمله في "أن نتمكن من إعادة لبنان واقفاً على قدميه في أقرب وقت عبر تعزيز علاقاتنا معه".

ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إسطنبول بعد مشاركته في قمة مجموعة الثماني للتعاون الاقتصادي التي عقدت، أمس الخميس، في العاصمة المصرية القاهرة.

وتأسست المجموعة في تركيا عام 1997، وتهدف إلى تدعيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الدول الأعضاء، وتضم: تركيا ومصر ونيجيريا وباكستان وإيران وإندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش، قبل إعلان مصر انضمام أذربيجان.

وتهدف مجموعة الثماني إلى تحسين أوضاع الدول النامية في الاقتصاد العالمي وتوفير فرص جديدة في العلاقات التجارية، إضافةً إلى تعزيز مشاركة الدول النامية في صنع القرار على الصعيد الدولي وتحقيق مستويات معيشة أفضل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً