جاء ذلك في تصريحات لأردوغان، اليوم الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، بالعاصمة أنقرة.
وأكد أردوغان ضرورة إلزام إسرائيل لوقف إطلاق النار وتعويض الأضرار التي سببتها في لبنان، وقال: "يجب على المجتمع الدولي أن يواصل الضغط على إسرائيل لإلزامها بوقف صارم لإطلاق النار وتعويض الأضرار التي سببتها في لبنان".
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفاً متبادلاً بين إسرائيل وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحوّل إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأوضح الرئيس التركي أنه لا يمكن النظر إلى أمن لبنان بمعزل عن استقرار المنطقة، ولا يمكن تحقيق السلام دون وقف إطلاق النار والسلام الدائم بغزة.
وذكر أردوغان أن تركيا وقفت بكل إمكاناتها إلى جانب لبنان ضد العدوان الإسرائيلي، وواصلت تقديم المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن أنقرة ستواصل المساهمة بوحدة شعب لبنان وسلامه الداخلي والوقوف ضد أي محاولة لاستهداف استقراره.
تركيا ستواصل دعم السوريين
وفي سياق التطورات في سوريا، عبّر أردوغان عن ثقته بأن "الشعب السوري ببصيرته وحنكته سيدير هذه المرحلة بنجاح وهدفنا كتركيا ولبنان هو نهوض سوريا".
وقال الرئيس التركي: "نتطلع إلى مساهمة كل من يدرك أن استقرار سوريا يعني استقرار المنطقة ونرغب بتحقيق ذلك بصدق".
ولفت أردوغان، إلى إجرائه مباحثات مع ميقاتي، حول التطورات في سوريا أيضا، وقال إن حقبة جديدة بدأت الآن في سوريا و"باعتبارنا جارتين مهمتين لسوريا، فإننا نتفق على ضرورة العمل معا".
وأكد الرئيس التركي أن الهدف المشترك لتركيا ولبنان هو إعادة إعمار سوريا، مضيفا: "كنا ولا زلنا سنواصل القيام بكل ما تتطلبه الأخوة والجيرة".
وأشار أردوغان، إلى أن المنطقة برمتها عانت من تبعات الاضطرابات التي شهدتها سوريا على مدار السنوات الـ13 الماضية، وتابع: "لبنان لم يتردد على غرار تركيا في استقبال وإيواء السوريين".
ودعا أردوغان لتشكيل إدارة شاملة ودائمة في سوريا تضم جميع الأطياف، وأكد أن هذا الأمر لا يقل أهمية بالنسبة لدول المنطقة، كما هو بالنسبة للشعب السوري.
وشدد الرئيس التركي على أن أنقرة لن تقدم تنازلات بأي شكل من الأشكال فيما يخص الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وهيكلها الموحد، ولفت إلى أن تركيا ومنذ البداية أكدت على موقفها الرافض للأطماع الانفصالية في سوريا.
وتوجه أردوغان، برسالة إلى الشعب السوري قائلا: "هذه الفترة الحرجة التي تمرون بها تحتاج إلى العمل في إطار من الوحدة والتضامن والحكمة والتوافق المتبادل"، واختتم حديثه بالتأكيد على الحاجة لدعم قوي من المجتمع الدولي حتى تتكلل العملية الانتقالية في سوريا بالنجاح.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وسبقتها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام السوري المنهار من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.