وأشار أردوغان خلال كلمته في مؤتمر "مستقبل فلسطين" المنعقد في العاصمة التركية أنقرة، إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لم تتضح حدودها بشكل جليّ، "فهي تنشر خرائط جديدة تُظهر حدوداً توسعية، وقد رأى العالم أجمع أنها تعد تهديداً للمنطقة".
وبيّن الرئيس التركي أن إسرائيل نقلت قضية فلسطين إلى جدول الأعمال العالمي منذ بدء هجماتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما رأى أردوغان أن تل أبيب "لفتت انتباه العالم إلى القضية بهجماتها الوحشية، ورأى العالم أجمع قوة اللوبي الصهيوني الذي يتحكم في السياسات والاقتصاد والفن والأكاديمية، وحتى الجانب العسكري في بعض الدول".
ولفت أردوغان إلى أن "العار سيلحق بالأمم المتحدة إلى الأبد بسبب صمتها عن جرائم إسرائيل"، وتابع: "نخجل من إنسانيتنا عندما نرى القصف (الإسرائيلي) الذي يستهدف المدنيين والمستشفيات والكنائس والمساجد والأطباء".
وترحَّم الرئيس التركي على جميع الذين استُشهدوا جراء الهجمات الإسرائيلية الوحشية، سواء في غزة أو لبنان منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ودعا لهم بالمغفرة.
كما دعا بالرحمة والمغفرة لإسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) الذي اغتالته إسرائيل في طهران، ووصفه بأنه "استُشهد بشرف وشموخ وقلبه ينبض من أجل فلسطين وقضيتها".
وشدد أردوغان على أن تركيا كانت الدولة الوحيدة التي اتخذت خطوات ملموسة لردع إسرائيل. وتابع: "قطعنا علاقاتنا التجارية التي كانت قد وصلت إلى 9.5 مليار دولار مع إسرائيل تماماً وأوصلنا أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر مصر".
كما أردف: "كنا صوت الفلسطينيين على السياق العالمي في لقاءاتنا مع زعماء دول العالم كما اتخذنا خطوات لتأكيد معاقبة إسرائيل على مجازرها، ودعمنا دعوى جنوب إفريقيا القضائية من هذا المنطلق".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ أكثر من عام حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وسّعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، لتشمل لبنان بشن غارات جوية طالت العاصمة بيروت، بالإضافة إلى محاولات توغل بري في الجنوب.
وتلك الغارات الإسرائيلية في لبنان أسفرت عن ألف و542 قتيلاً و4 آلاف و555 جريحاً، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و340 ألف نازح، وفق رصد الأناضول بيانات رسمية لبنانية.
