محمد جابر أبو شجاع (مواقع التواصل) (Others)
تابعنا

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي استشهاده في بيان، واصفة إياه بـ"أحد مؤسسيها الأوائل"، الذي استشهد "بعد مواجهة بطولية مع جنود الاحتلال"، مؤكدة أن اغتيال الاحتلال له "لن يجتث المقاومة" في الضفة الغربية المحتلة.

نضال مبكر ضد الاحتلال

ولد محمد جابر في 1998، بمخيم نور شمس في محافظة طولكرم، لعائلة فلسطينية هجّرها الاحتلال من مدينة حيفا عام 1948، وترعرع بالمخيم بين 5 أشقاء، ودرس به مراحله التعليمية الأولى، لكنه لم يكمل دراسته لظروف قاهرة.

بدأ أبو شجاع مقاومة الاحتلال منذ سن مبكرة، وأُسر للمرة الأولى في السجون الإسرائيلية وعمره 17 عاماً. ثم أُسر مجدداً مرتين إضافيتين قضى فيهما نحو 5 سنوات في السجن، كما اعتقل مرتين في سجون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. ونجا "المطلوب الأول في الضفة لإسرائيل" من عدة محاولات لاغتياله أو أسره.

أسّس أبو شجاع كتيبة طولكرم في مارس/آذار 2022 بمشاركة قائدها الأول سيف أبو لبدة ومجموعة من شباب مدينة طولكرم ومخيم عين شمس، وتولى قيادتها بعد استشهاد أبو لبدة في 2 أبريل/نيسان من العام نفسه.

توسعت الكتيبة تحت قيادته، فضمت إلى صفوفها مزيداً من الشباب المقاوم، وبلغ عدد عناصرها في سبتمبر/أيلول 2022 نحو 40 فرداً مجهزين.

ورسمياً تتبع الكتيبة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لكنها تميزت بضم عناصر من فصائل فلسطينية متعددة، إذ ضمت في فبراير/شباط 2023 فصيل "مجموعة الرد السريع"، وهو فصيل يحمل شعار كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

وتحت قيادته، ظلت الكتيبة على تنسيق عال مع كتائب ومقاومين في نابلس وجنين وغيرهما، كما نفذت عمليات عسكرية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، رغم تمركزها في مخيم نور شمس. وشملت عملياتها استهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي عند نقاط التماس والحواجز، بالإضافة للتصدي لاقتحامات طولكرم ومخيم نور شمس.

كذلك طورت الكتيبة تحت قيادة أبو شجاع أساليبها القتالية والتدريبية وعملت على تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات، إضافة إلى تطوير وحدات الرصد والدعم اللوجستي التي تعمل مع الوحدات القتالية جنباً إلى جنب.

"أحد المطلوبين الكبار لإسرائيل"

يُصنف الاحتلال الإسرائيلي أبو شجاع بأنه "شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية"، ويصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه أحد المطلوبين الكبار لإسرائيل.

جعله ذلك أن يتعرض لعدة محاولات اغتيال دبرها الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن الملاحقة من طرف الأجهزة الأمنية بموجب قوانين السلطة الوطنية الفلسطينية التي تمنع إقامة التشكيلات العسكرية المسلحة غير النظامية.

وكما لاحقه الاحتلال، لم تسلم عائلة أبو شجاع أيضاً من الاستهداف، إذ فقد شقيقه محمود خلال اقتحام الاحتلال مخيم نور شمس، وأُسر شقيقه الأكبر عدي عدة مرات، وكذلك شقيقه الأصغر أحمد. كما فجّر الاحتلال منزل عائلته بشكل كامل، ونزحت مشردة إلى منازل الجيران والأقارب في المخيم مع كل اقتحام.

وفي 19 أبريل/نيسان 2024 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال أبو شجاع بعد قصف منزل بمخيم نور شمس كان يتحصن فيه رفقة مجموعة من المقاومين، في عملية جرت بمشاركة قوة من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) وحرس الحدود.

وحينها نعتْه مساجد طولكرم، وقال والده سامر جابر إن كل المعلومات والمؤشرات تؤكد استشهاده بعد اشتباكات ضارية دامت 50 ساعة، غير أن الكتيبة نفت ادعاء الاحتلال، وسرعان ما ظهر أبو شجاع وهو يحمل بندقيته في موكب تشييع الشهداء بطولكرم بعد يومين من إعلان اغتياله، متحدياً الاحتلال.

وقال أبو شجاع حينها في تصريحات للصحفيين "رسالتنا للاحتلال أننا نتحداه، ونحن على درب الشهداء، والحالة الوطنية لن تنتهي حتى النصر"، مضيفاً: "نحيي المجاهدين في كل مكان في الضفة وقطاع غزة والشتات، ونتمنى من جميع الشرفاء ألا يخذلونا".

وقبل أسبوعين من استشهاده، صرّح أبو شجاع في مقابلة: "إذا اغتالني العدو، أنا أو أي أحد، فإننا سنستمر، فالقضية لا تقف عند شخص واحد، بل توجد أجيال ستدافع عن الحق، وأكبر دليل على ذلك أنّه في كل منزل من منازل طولكرم يوجد شهيد أو شهيدان، والمقاومة مستمرة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً