واستُشهد نحو 67 فلسطينياً وأصيب آخرون فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض في قصف إسرائيلي استهدف، الأحد، منازل في بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة التي تشهد عمليات نسف للمنازل واستهداف للنازحين في إطار الإبادة المستمرة بالقطاع منذ أكثر من عام.
وقال شهود عيان للأناضول إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف منزلاً مكوناً من 5 طوابق في منطقة مشروع بيت لاهيا، ما أدى إلى استشهاد 50 فلسطينياً على الأقل وإصابة آخرين. وأضاف الشهود أن المنزل كان يؤوي أكثر من 70 نازحاً ودُمّر بالكامل على رؤوس من فيه.
وفي المنطقة نفسها استُشهد 15 فلسطينياً وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً آخر كان يؤوي نازحين، حسب شهود عيان. كما استُشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي على منزل آخر في بيت لاهيا.
وأشار الشهود إلى أن عمليات انتشال الضحايا في بيت لاهيا تواجه صعوبات كبيرة بسبب تواصل القصف الإسرائيلي على المنطقة وغياب أي خدمات للدفاع المدني والإسعاف بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على المنطقة.
وأكد مدير الصحة في غزة منير البرش، اليوم الأحد، أن ما بين 20 إلى 30 شخصاً تحت الأنقاض في مجزرة بيت لاهيا لا يمكن الوصول إليهم، مشيراً إلى أن 30% من ضحايا المجزرة أطفال. وقال إن الاحتلال يتعمد قصف المدنيين في أوقات متأخرة من الليل بحيث لا يستطيع أحد إنقاذهم، مؤكدا أن الاحتلال منع أمس دخول قافلة إنسانية للأمم المتحدة كانت تحمل أدوية لمستشفى كمال عدوان.
من جانبه قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل إن "الجهاز تلقى مناشدات من سكان منزل قصفه الاحتلال الإسرائيلي في بيت لاهيا، لكننا لا نستطيع التحرك لإنقاذهم". وأضاف بصل أن المبنى الذي دمره الاحتلال في بيت لاهيا كان يؤوي نحو 70 فلسطينياً.
عشرات الشهداء والجرحى في غارات أخرى
في سياق متصل أدت غارة إسرائيلية على منزل بمخيم البريج وسط قطاع غزة إلى وقوع عدد من الشهداء والمصابين. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) باستشهاد 8 مواطنين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مخيم البريج، وقالت: "إن مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني نقلوا 7 شهداء بينهم طفل وعدد من المصابين جراء قصف صاروخي استهدف منزلًا لعائلة عقل بمخيم البريج إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات ومستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع".
وأضاف أن مواطنة استُشهدت وأصيب 9 آخرون جراء استهداف الاحتلال منزلاً لعائلة المقادمة في مخيم البريج، كما قصفت مدفعية قوات الاحتلال الإسرائيلي المناطق الشمالية الغربية من مدينة غزة.
وأفاد الدفاع المدني بغزة بأن طواقمه انتشلت جثامين 4 شهداء وإصابات بعد قصف الاحتلال لمنزل لعائلة عرمانة في مخيم 2 بالنصيرات وسط القطاع.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحاً برياً شمال قطاع غزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، فيما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر 147 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.