وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني الأربعاء، أن 5 فلسطينيين على الأقل استشهدوا في قصف إسرائيلي على مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية. كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شخصين وإصابة 10 آخرين برصاص الاحتلال في طولكرم (شمال).
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المدينة معززة بآليات وجرافات، وتحت غطاء جوي بعشرات المسيّرات ونشر القناصة فوق أسطح البنايات. وحاصرت القوات مخيمي طولكرم ونور شمس وفرضت حصاراً على مستشفيات المدينة، واقتحمت مقر الهلال الأحمر وأجبرت طواقمه على مغادرته.
وصباح الأربعاء، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني احتجاز قوات الاحتلال لخمسة من أطقم الإسعاف في مخيم طولكرم وانقطاع الاتصال معهم. كما قال فيصل سلامة نائب محافظ طولكرم، الأربعاء، إن جيش الاحتلال أجبر عشرات العائلات على إخلاء منازلهم في مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية، وسط اقتحامات وتجريف للبنية التحتية.
وأضاف أن "العملية العسكرية في مدينة طولكرم ومخيمها متواصلة، وقد دفع الجيش الإسرائيلي بمزيد من قواته وآلياته العسكرية للمخيم". وتابع سلامة، وهو أيضا منسق لجنة القوى والفعاليات الفلسطينية في طولكرم: "الجيش أجبر عشرات العائلات على إخلاء منازلهم باتجاه المدينة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ونصب القناصة على أسطحها". وأشار إلى أن "الجيش يعمل على اقتحام المنازل ومصادرة الهواتف الخلوية من السكان، واحتجازهم في غرفة واحدة والتحقيق معهم".
في سياق متصل، قال محافظ مدينة طوباس أحمد الأسعد، الأربعاء، إن جيش الاحتلال يفرض منعاً للتجوال في المدينة الواقعة شمالي الضفة الغربية، ويحاصر المستشفى الوحيد فيها. وأضاف الأسعد أن "قوات الاحتلال تحاصر طوباس من الجهات كافة، كما دفعت بتعزيزات عسكرية لعدة أحياء بالمدينة وبلدة طمون الملاصقة".
وفي وقت سابق، قال رئيس لجنة خدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة، إن أطقماً تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تمكنت مساء الثلاثاء، من "إخلاء عشرات الطالبات اللاتي علقن بمدرسة بنات طولكرم التابعة للوكالة الأممية داخل المخيم". ووصف سلامة الوضع في المخيم بـ"الصعب جداً"، مضيفاً: "لا توجد كهرباء ولا مياه، بالتزامن مع إطلاق النار والحصار، وإحراق منازل وإجلاء للسكان".
اندلاع اشتباكات
وتزامناً مع ذلك، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، (كتيبة طولكرم)، في بيان على تليغرام، إن مقاتليها يخوضون "اشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال في محاور التوغل داخل المخيم".
بدورها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي (كتيبة طولكرم)، في بيان على تليغرام، إن عناصرها "يخوضون اشتباكات عنيفة مع جنود وآليات الاحتلال الصهيوني في كل محاور القتال، بعد اكتشاف وحدة خاصة صهيونية داخل المخيم".
وتابعت في بيان ثانٍ، أن مقاتليها فجروا "عبوة ناسفة معدة مسبقاً في آلية عسكرية صهيونية في محور البلاونة مخيم طولكرم محققين إصابات مباشرة"، كما تمكنوا من "استهداف قوة راجلة من المشاة في محور الغانم بالمخيم محققين إصابات مباشرة".
من جانبها، قالت كتيبة طولكرم-مجموعة الرد السريع التابعة لكتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة فتح، إن عناصرها يخوضون "اشتباكات ضارية مع قوات العدو المقتحمة لمخيم طولكرم".
وقالت حركة حماس، في بيان إن "عمليات الاحتلال (الإسرائيلي) وعدوانه المتواصل (بمحافظات الضفة)، لن تنجح في تنفيذ مطامعه الخبيثة وآماله المتمثلة بتهجير الضفة الغربية واستمرار مخطط الضم والتوسع الاستيطاني، فشعبنا بصموده وثباته سيفشل كل تلك المؤامرات".
وأوضحت حماس أن استمرار "العملية العسكرية (الإسرائيلية) بمحافظة طولكرم (شمال) التي تأتي في سياق عدوانه المستمر على محافظات الضفة الغربية، لن تزعزع إرادة الشعب الصلبة وتمسكهم بالمقاومة، خياراً أوحد للتخلص من هذا الاحتلال". ودعت الفلسطينيين بالضفة الغربية إلى "تصعيد المواجهة ومقارعة الاحتلال وحرمانه الأمن والاستقرار، مهما كلف ذلك من ثمن وتضحيات".
توسع الاقتحامات
وامتدت الاقتحامات الإسرائيلية إلى بقية مدن وبلدات الضفة الغربية. حيث أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت أيضاً مدينة نابلس (شمال)، من حاجز الطور. وأكد شهود عيان أن "جنودَ مشاة إسرائيليين اقتحموا بلدة مادما جنوب غرب مدينة نابلس (شمال)، وأطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع". كما أطلق جنود الاحتلال قنبلة غاز داخل ملعب مادما لكرة القدم، و3 قنابل أخرى في محيطه. وكان داخل الملعب الذي استهدفه الجيش، 5 أطفال، ما أسفر عن إصابتهم بحالات اختناق فيما جرت معالجتهم ميدانياً.
واقتحمت قوات الاحتلال أيضاً، مدينة دورا جنوب الخليل، وداهمت عدة منازل فيها قبل أن تنسحب إلى مدخل المدينة الجنوبي. وخلال ساعات، اقتحمت القوات المدينة مرة ثانية وداهمت محلاً للصرافة في عملية استمرت ساعتين.
وبموازاة حربه على غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن استشهاد 694 فلسطينياً وإصابة نحو 5 آلاف و700، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت نحو 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.