وأفاد مصدر طبي بمستشفى الأهلي المعمدان بمدينة غزة في تصريحات بأن عدداً (غير محدّد بعد) من الشهداء والمصابين بينهم أطفال وصلوا إلى المستشفى، جراء استهداف منزل لعائلة جنيد شمال القطاع.
كما قال شهود عيان، إن مقاتلات إسرائيلية استهدفت منزلاً مأهولاً يعود إلى عائلة سالم غرب مخيم جباليا شمالي القطاع، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، من دون اتضاح العدد بعد.
وأفاد شهود عيان بأن مسنَّين مريضين ومقعدين على كراسٍ متحركة، استشهدا بعد ظهر اليوم، في أثناء مرورهما وعائلتيهما مع أعداد من النازحين من بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، عبر حاجز تفتيش إسرائيلي في محيط منطقة (الإدارة المدنية) شرقي مخيم جباليا، إثر احتجاز دام ساعات منذ صباح اليوم".
وبحسب الشهود، فقد انتظر النازحون، ومن بينهم المسنان المقعدان، لساعات طويلة تحت أشعة الشمس وفي ظروف قاسية من التنكيل على حاجز التفتيش الإسرائيلي، للسماح لهم بالمرور بعد إنذارات إسرائيلية لسكان المنطقة بالإخلاء.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ألقى صباح الثلاثاء، منشورات على أحياء عديدة من بلدة بيت لاهيا، منذراً السكان والنازحين بالخروج من المنطقة والتوجه جنوباً عبر شارع صلاح الدين شرقي مخيم جباليا.
كما استهدف جيش الاحتلال الاسرائيلي بطائرة مسيّرة تجمعاً للمواطنين بميناء مدينة غزة أدى إلى استشهاد على الأقل فلسطينيين إلى جانب عدد من الإصابات، ونقلوا إلى المستشفى الأهلي المعمداني.
وفي جنوب القطاع استُشهد أربعة مواطنين بينهم طفل وأُصيب آخرون جراء قصف خيمة نازحين شرق خان يونس. وفي مدينة رفح جنوبي القطاع سقط شهيدان وعدد من الإصابات في قصف الاحتلال دراجة نارية في منطقة خربة العدس شمالي المدينة.
كما أفاد مصدر طبي في مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط القطاع، بوصول 6 شهداء بينهم طفلان وسيدتان و12 إصابة في غارتين إسرائيليتين استهدفتا خيمتين تؤويان نازحين في بلدة الزوايدة ودير البلح.
وفي وقت سابق اليوم، استشهد 20 فلسطينياً وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً مأهولاً في بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة التي تشهد إبادة وتطهيراً عرقياً ممنهجين منذ أكثر من شهر، وفق مصادر طبية.
وفي غضون ذلك نسف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أحياء سكنية بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة بروبوتات متفجرة، وبقي عدد كبير من الجثث التي لم تنتشل بسبب منع عمل طواقم الدفاع المدني.
وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، في بيان، إن مناشدات عديدة وصلته حول وجود مواطنين أحياء تحت منازل ومبان سكنية دمّرها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية في بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة التي تتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ أكثر من شهر.
وناشد "المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بالتدخل العاجل للسماح بوصول الطواقم والعمل على إنقاذ حياة من هم تحت الأنقاض".
كما حذّر من استمرار حالة "الصمت الدولي تجاه العدوان والغطرسة الإسرائيلية التي ستفضي إلى إعدام المواطنين الأحياء تحت أنقاض منازلهم المدمرة"، معتبراً ذلك "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني".
وأشار البيان إلى أنه لليوم 14 على التوالي يمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي طواقم الدفاع المدني من ممارسة عملها بمحافظة الشمال.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية الإبادة والتطهير العرقي شمال قطاع غزة، منذ شهر، وسط حصار مطبق يمنع دخول الطعام والمياه والوقود والدواء.
وتسبب الهجوم المتزامن مع حصار مشدد في إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، وتوقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
بينما تحاول المستشفيات الرئيسية الثلاثة هناك "كمال عدوان" و"الإندونيسي" و"العودة"، العمل رغم ضعف الإمكانيات وبطبيب أو اثنين، وذلك لوجود مرضى داخلها ووصول إصابات إليها.
وفي وقت سابق اليوم قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد عائلات في القطاع، خلال الـ24 ساعة الماضية، ما رفع حصيلة الإبادة الجماعية إلى 43 ألفاً و391 شهيداً، و102 ألف و347 إصابة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضحت الوزارة أن "عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وفي السياق شدّدت المقررة الأممية المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز على أن "ما يحدث في غزة من تجويع ممنهج بهدف التدمير ليس حرباً"، بل يجب تسميته "إبادة جماعية".
وأشارت إلى وجود عدة وسائل لتدمير إسرائيل للفلسطينيين، وأكدت أنّ "أكثرها قسوة وتعقيداً هو خلق ظروف معيشية غير مستدامة وغير إنسانية"، قائلة: "لا تسموا هذه حرباً. إنها إبادة جماعية. نية التدمير واضحة. كما أن تواطؤ الدول الأخرى واضح أيضاً".
وأمس الاثنين قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن إسرائيل قلصت عدد شاحنات المساعدات المسموح لها بالدخول لقطاع غزة إلى 30 شاحنة فقط يومياً خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تغلق إسرائيل المعابر مع القطاع، وتمنع دخول البضائع والسلع الأساسية، كما تفرض قيوداً على دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وتمنع في بعض الأحيان وصولها إلى القطاع، مسببة بذلك أزمة معيشية كبيرة.