السيناتور عن ولاية أوهايو جيمس فانس / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

ويعارض السيناتور الجمهوري طريقة الإدارة الخاصة بالرئيس الأمريكي جو بايدن في التعامل مع السياسة الخارجية وتحديداً الملف الأوكراني، والالتزام الأمريكي الدفاع عن أوروبا، وصولاً إلى مبادئ السياسية الخارجية نفسها.

واستعرض فانس، خلال مقابلة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز معه، جانباً من مواقفه تجاه السياسة الخارجية التي يرى أنها يجب أن تكون "واقعية".

وتقوم واقعية فانس على ثلاثة اعتبارات، أولها أن التعامل مع الدول لا يكون على أساس الدولة الجيدة أو السيئة، إنما على اعتبار الدولة الجيدة أو السيئة لمصالح الولايات المتحدة.

أما الاعتبار الثاني الذي أشار إليه فانس فإن القوة الصناعية أساس القوة العسكرية، فالولايات المتحدة قوة عسكرية بسبب قوتها الصناعية التي بنتها في الثمانينيات والتسعينيات، والصين الآن دولة صناعية، ما يعني أن جيشها سيكون أقوى من أمريكا في غضون 20 عاماً.

والاعتبار الثالث الذي ذكره فانس في المقابلة يتمثل بالاعتراف بأننا نعيش في عالم متعدد الأقطاب، ما يعني أن حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية يجب عليهم القيام بدور أكبر، حتى يتسنى التركيز على شرق آسيا التي يوجد فيها أكبر منافس للولايات المتحدة خلال العشرين أو الثلاثين عاماً المقبلة.

أوكرانيا وتايوان

وفي المقابلة ذاتها تناول السيناتور فانس قضية تايوان والصين، وأشار إلى ضرورة الغموض الاستراتيجي في التعامل مع الملف مع ضرورة "أن نجعل من الصعب على الصين الاستيلاء على تايوان في المقام الأول".

وذلك يكون من خلال جعل "غزو تايوان مكلفاً عليهم، ونحن لا نفعل ذلك لأننا نرسل جميع الأسلحة اللعينة إلى أوكرانيا وليس تايوان".

وعن الحرب في أوكرانيا كتب السيناتور فانس في شهر أبريل/نيسان الماضي مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز دعا فيه إلى ضرورة تبني "استراتيجية دفاعية تستطيع أوكرانيا بموجبها الحفاظ على قوتها البشرية والعسكرية ووقف النزيف وتوفير الوقت لبدء المفاوضات".

لكن ذلك يتطلب ثمناً كبيراً من الولايات المتحدة وأوكرانيا يتمثل بـ"قبول حقيقة مفادها أن الهدف الذي أعلنه زيلينسكي للحرب (العودة إلى حدود عام 1991) خيالي".

وانتقد فانس في المقال ذاته إدارة بايدن التي تفتقر إلى "خطة قابلة للتطبيق لكسب الأوكرانيين في هذه الحرب... وكلما أسرع الأمريكيون في مواجهة هذه الحقيقة، تمكنا من إصلاح هذه الفوضى".

وحول تصوراته للهدنة يشير فانس في لقائه مع الكاتب روث دوثات إلى أن ذلك يكون عبر ثلاث خطوات؛ "الأولى تجميد الخطوط الإقليمية في مكان قريب من مكانها الحالي، الثانية ضمان استقلال كييف وكذلك حيادها، وهذا هو الشيء الأساسي الذي طلبه الروس منذ البداية (...) الثالثة بعض من المساعدة الأمنية الأمريكية على المدى الطويل. أعتقد أن هذه الأشياء الثلاثة قابلة للتنفيذ بالتأكيد".

أوروبا

وسبق أن أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قضية الدفاع عن أوروبا، ودعا في أكثر من مناسبة إلى زيادة الدول الأوروبية الاعتماد على نفسها في هذه المهمة. وفي هذا الإطار كتب السيناتور جيمس فانس لصحيفة فايننشال تايمز حول ضرورة أن تزيد الدول الأوروبية من تجنيد قدراتها الذاتية في الدفاع عن نفسها.

ويقول فانس في مقاله "إن السؤال الذي يتعين على كل دولة أوروبية أن تطرحه على نفسها هو: هل أنت مستعد للدفاع عن نفسك؟ والسؤال الذي يتعين على الولايات المتحدة أن تطرحه هو: إذا كان حلفاؤنا الأوروبيون غير قادرين حتى على الدفاع عن أنفسهم، فهل هم حلفاء أم عملاء؟".

وأضاف السيناتور الجمهوري "الأمريكيون يريدون حلفاء في أوروبا، وليس دولاً تابعة، وكرمنا في أوكرانيا يقترب من نهايته، ويتعين على الأوروبيين أن ينظروا إلى انتهاء الحرب هناك باعتباره ضرورة حتمية".

كما أكد أن الدول الأوروبية يجب أن "تستمر في إعادة بناء قدراتها الصناعية والعسكرية، ويتعين على أوروبا أن تفكر في الكيفية التي ستتعايش بها بالضبط مع روسيا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا".

وحول مستقبل التعاون بين الولايات المتحدة وأوروبا، يؤكد فانس أن الوقت "قد حان لأوروبا لتقف على قدميها، وهذا لا يعني أنها مضطرة إلى الوقوف بمفردها، ولكن لا ينبغي لها أن تستمر في استخدام أمريكا عكازاً".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً