تابعنا
كشف أحدث تقارير مؤسسة إرنست ويونغ (EY) حول الاكتتابات في المنطقة، عن أنّ الاكتتابات خلال النصف الأول من العام الجاري بلغت 23 اكتتاباً عاماً أولياً، بانخفاض 4% على أساس سنوي، وبإجمالي 5.2 مليار دولار أمريكي، بانخفاض بنحو 60% في القيمة على أساس سنوي.

استمرت أسواق المال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المحافظة على زخم نشاط الاكتتابات، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، وذلك خلال النصف الأول من عام 2023.

ويُتوقع أن تقودا كذلك صدارة الاكتتابات في النصف الثاني من العام الجاري، الذي يرجع بشكل رئيسي لقوة اقتصادهما ومستوى الديون المنخفض، وتنفيذ إصلاحات من أجل تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد كلياً على النفط، والذي يأتي في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المواتية إقليمياً وعالمياً.

عائدات مزدهرة

وقد جاءت عمليات الاكتتاب العام الأوّلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بـ51 طرحاً في نهاية عام 2022، بعائدات وصلت إلى 22 مليار دولار، بارتفاع 179% عن عام 2021.

وكشف أحدث تقارير مؤسسة إرنست ويونغ (EY) حول الاكتتابات في المنطقة، عن أنّ الاكتتابات خلال النصف الأول من العام الجاري بلغت 23 اكتتاباً عاماً أولياً، بانخفاض 4% على أساس سنوي، وبإجمالي 5.2 مليار دولار أمريكي، بانخفاض بنحو 60% في القيمة على أساس سنوي.

ورغم انخفاض مستويات عائدات الاكتتابات في المنطقة على أساس سنوي، فإنّها لا تزال مزدهرة، حيث أوضح تقرير المؤسسة أنّ نحو 23 شركة سعودية أعلنت عن خطط إدراجها في تداول خلال النصف الثاني من 2023، بالإضافة إلى شركتين في مصر، مما يشير إلى وجود خطط قوية للاكتتابات العامة الأولية في الفترة المتبقية من العام.

وأشار التقرير إلى أنّ نشاط الاكتتاب في الربع الثاني لعام 2023 حافظ على زخمه، بعائدات بلغت 1.8 مليار دولار أمريكي جُمعت من 13 اكتتاباً، بارتفاع بنحو 44% في عدد الصفقات في الربع الثاني 2023، فيما انخفضت قيمتها بنسبة 80%، مقارنةً بالربع الثاني من 2022، بعائدات بقيمة 1.8 مليار دولار أمريكي.

فيما واصلت السعودية سيطرتها على نشاط الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة، كما كان في الربع الأول من 2023، حيث حققت 4 عمليات إدراج في السوق الرئيسية (تداول) 0.8 مليار دولار أمريكي، و7 اكتتابات عامة أولية في السوق الموازية (نمو)، مع عائدات بقيمة 0.1 مليار دولار أمريكي.

طروحات السعودية والإمارات

ومن أبرز طروحات السعودية خلال النصف الأول من 2023، اكتتاب شركة "جمجوم للأدوية"، الذي جمع 336 مليون دولار، في أكبر صفقة في سوق تداول خلال الربع الثاني من 2023، حيث طُرح 30% من أسهمها للاكتتاب العام وجرى تجاوز تغطية الاكتتاب.

وكذلك اكتتاب شركة المطاحن الأولى، الذي جمع 266.4 مليون دولار، وطُرح 30% من أسهمها للاكتتاب العام، بالإضافة إلى اكتتاب شركة الموارد.

ومن الطروحات أيضاً، اكتتاب شركة مرنة، وكانت نسبة تغطية اكتتاب المؤسسات والأفراد في الطرح الأوّلي للشركة 456%، بعد أن استقبلت طلبات قيمتها 373 مليون دولار للاكتتاب في أسهمها في السوق السعودية.

أما في الإمارات كانت طروحات سوق أبوظبي للأوراق المالية، التي سجلت أكبر اكتتاب عام خلال الربع الثاني من 2023، حيث جمع اكتتاب شركة «أدنوك للإمداد والخدمات» 769.5 مليون دولار.

وإضافةً إلى ذلك، اكتتاب شركة "بريسايت" لحلول الذكاء الصناعي، الذي شهد إقبالاً كبيراً بقيمة 496 مليون دولار، وطروحات شركة «الأنصاري للخدمات المالية» في سوق دبي المالية، مع عائدات بقيمة 210.4 مليون دولار.

اكتتابات ضخمة مرتقبة

وفي سياق متصل، وصل عدد الشركات المدرجة في سوق الأسهم الرئيسية بالسعودية إلى 228 شركة مدرجة بنهاية الربع الثاني من 2023، بارتفاع 6%، مقارنةً بـ215 شركة في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق النشرة الإحصائية الربع سنوية لهيئة سوق المال السعودية.

ومن طروحات النصف الثاني من 2023، اكتتاب شركة «أديس القابضة»، حيث تمتلك "أديس إنفستمنتس هولدينغ" 54.5% من أسهم "أديس العربية القابضة"، و35.5% لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، ومجموعة «الزامل للاستثمار» بـ10% من أسهم الشركة، فيما يُقدر أن يجمع الطرح المزمع لحصة 30% من أسهم "أديس" نحو مليار دولار؛ ما يجعله من أكبر الاكتتابات المُخطط لها في المملكة والخليج هذا العام، حسب نشرة الإصدار.

يُذكر أنّ صندوق الاستثمارات السعودي قد أبدى في عام 2021 نيته الاستحواذ على شركة «أديس إنترناشيونال» بصفقة بنحو 161 مليون دولار.

وأعلنت شركة «لومي لتأجير السيارات» عن انتهاء عملية بناء سجل الأوامر للطرح العام الأوّلي بنجاح وتحديد سعر الطرح النهائي لإدراج أسهمها في السوق الرئيسية للسوق المالية السعودية (تداول)، حيث حُدِّد سعر الطرح النهائي بمبلغ 66 ريالاً سعودياً (17.6 دولار) للسهم الواحد، مما يعني أنّ إجمالي حجم الطرح يبلغ 1.089 مليار ريال (290 مليون دولار)، وستبلغ القيمة السوقية للشركة عند إدراجها 3.63 مليار ريال (968 مليون دولار).

إلى ذلك، وافقت هيئة السوق في وقت سابق على طلب شركة «سال للخدمات اللوجيستية» تسجيل أسهمها وطرح 24 مليون سهم للاكتتاب العام، التي تمثل 30% من إجمالي أسهم الشركة.

وهناك شركات سعودية أعلنت نيتها الاكتتاب العام في "تاسي"، وهي: مجموعة فقيه الطبية، والمطاحن الثالثة، وتسهيل، ورسن لتقنية المعلومات، ومجموعة MBC، كما أنّ هناك كثيراً من الشركات في سوق نمو ما بين الإعلان والإدراج، وهي: الديار العربية، ومناولة الشحن، وأصول وبخيت، والرياض للحديد، وتجوري، والبخور الذكي، وملكية للاستثمار، والمتحدة للصناعات التعدينية، ولانا الطبية.

وحول شركة "أرامكو:، عملاق النفط، فقد كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ المملكة تدرس طرح حصة في الشركة للاكتتاب العام بنحو 50 مليار دولار.

وبيّنت أنّه لم يُتخذ قرار نهائي بشأن توقيت الصفقة، وقد أُلغيت الخطط أو أُجلت، مشيرةً إلى أنّ "أرامكو" تستطلع آراء المستثمرين المحتملين، مثل شركات النفط الأخرى متعددة الجنسيات وصناديق الثروة السيادية، بشأن المشاركة في الصفقة.

أما في الإمارات، فقد دعت هيئة الطرق والمواصلات في دبي بنوكاً استثمارية للاضطلاع بأدوار في طرح عام أوّلي تخطط له لأعمالها في وحدة "تاكسي دبي" ومواقف السيارات، وفقاً لوكالة "رويترز".

ودعت شركة "أدفانسد إنهليشن رتشولز" -مالكة العلامة التجارية "تبغ الفاخر"- بنوكاً للمشاركة في الترتيب لطرح عام أولي محتمل في الشرق الأوسط.

محفزات للاكتتابات

ويتحدث ميغل أزفيدو، رئيس بنك "سيتي غروب للاستثمارات المصرفية"، حول جاذبية أسواق المنطقة، مشيراً إلى أنّ المنطقة "ظهرت على شاشة الرادار، حيث انتقل كثير من المستثمرين إلى هنا بعد جائحة كورونا، وكان هنا كثير من الاكتتابات العامة الأولية، لذلك أُجبر العالم على النظر إلى المنطقة التي جذبت الانتباه عندما لم يكن هناك شيء يحدث في بقية العالم"، وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز".

بدوره علّق جيمس بالمر، رئيس أسواق المال لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في "بنك أوف أمريكا" -مطلع النصف الثاني من 2023- وقال إنّ شركات عدّة في الشرق الأوسط تخطط لطروح عامة أولية في عام 2024 بدلاً من العام الجاري، وسط مخاوف من ركود عالمي.

وأضاف أنّ سوق الطروحات العامة الأولية عالمياً يشهد حالة ركود منذ بداية عام 2022، نتيجة الحرب الروسية-الأوكرانية، وارتفاع التضخم، اللذَين أدّيا بدورهما لتراجع الرغبة في المخاطرة لدى المستثمرين، خوفاً من عمليات رفع أسعار الفائدة والتشديد النقدي، موضحاً أنّ أسواق الشرق الأوسط برزت كنقطة مضيئة للطروحات العامة الأولية عام 2022، واستمرت حتى الآن في ظل إدراجات كثيرة للشركات في أسواق السعودية والإمارات في النصف الأول من 2023.

ويلفت بالمر إلى أنّ رغبة المستثمرين الأجانب في الطروحات العامة الأولية في الشرق الأوسط لا تزال مستمرة، وأنّ كثيراً من الشركات في الشرق الأوسط لديها شعور جيد نحو الثقة في التحولات الهيكلية، ليشمل تطوير أسواق رأس المال والنهوض بها، والتزام الكيانات المحلية بإظهار الدعم المالي لها، مشيراً إلى أنّ موجة الطروح العامة الأولية في الخليج بدأت العام الماضي، مدفوعةً ببرامج الإدراج التي تقودها الدولة في كل من السعودية والإمارات.

ومن محفزات الاكتتاب في أسواق المنطقة، انتعاش أسعار النفط، واستقرار الأسواق المالية، وتراجع التوقعات بارتفاع أسعار الفائدة، وإعلان السعودية وروسيا مؤخراً الخفض الطوعي للإنتاج حتى نهاية العام، وزيادة السيولة بتوسيع أسواق المال في المنطقة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً