عقود من نظريات المؤامرة حول اغتيال جون كينيدي.. تعرَّف أبرزها / صورة: AP (AP)
تابعنا

وقَّع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على أمر تنفيذي يقضي بالإفراج عن آلاف الوثائق السرية المتعلقة باغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963.

وتمتد التوجيهات أيضاً إلى السجلات الفيدرالية المتعلقة بمقتل روبرت ف. كينيدي ومارتن لوثر كينغ جونيور .

وقال ترمب في أثناء توقيعه على الأوامر: "سيُكشف عن كل شيء".

وتهدف هذه الخطوة، التي تعد جزءاً من سلسلة من الإجراءات التنفيذية التي اتخذها ترمب خلال ولايته الثانية، إلى تسليط الضوء على أحداث استمرت عقوداً، وأدت إلى ظهور عدد لا يُحصى من نظريات المؤامرة.

من الذاكرة.. لحظة اغتيال الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية جون كينيدي في 22 نوفمبر 1963 في دالاس بولاية #تكساس الأمريكية

Posted by ‎عربي TRT‎ on Sunday, November 21, 2021

نظريات مؤامرة مستمرة

بعد أكثر من ستة عقود على اغتيال جون كينيدي، أحد رؤساء أمريكا الأكثر تغييراً، لا تزال المؤامرة مستمرة.

ومن المتوقع أن تؤدي خطوة ترمب الكشف عن الملفات إلى تبديد بعض الغموض المحيط باغتيال جون كينيدي.

ولكن بعض المؤرخين يختلفون مع هذا الرأي، إذ يعتقدون أن نشر هذه الملفات من شأنه أن يوفر أدلة تدعم نظريات المؤامرة التي أثارت تكهنات لا حصر لها. فهل من الممكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى تهدئة الشكوك أم أنها ستؤججها؟

ففي الثاني والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 1963، قُتل كينيدي برصاصة في أثناء مرور موكبه عبر ساحة ديلي في دالاس. وتقول الرواية الرسمية، التي أيّدتها لجنة وارن عام 1964، إن لي هارفي أوزوالد، وهو قناص سابق في البحرية، تصرَّف بمفرده، فأطلق النار من نافذة في الطابق السادس من مستودع الكتب المدرسية في تكساس.

وتوصلت لجنة وارن، التي شكَّلها وأدارها الرئيس ليدون جونسون للتحقيق في حادث إطلاق النار على الرئيس البالغ من العمر 49 عاماً في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، إلى أن الجاني هو قناص سابق في مشاة البحرية، لي هارفي أوزوالد، الذي تصرف بمفرده. ولم تتمكن اللجنة من تحديد الدافع وراء الحادث.

وبعد كل تلك السنوات، كشفت استطلاعات الرأي عن أن أغلبية الأمريكيين يشككون في نظرية الرجل المسلح الوحيد، ويؤمنون بدلاً من ذلك بنوع من المؤامرة. ومن "التلال العشبية" الغامضة إلى مؤامرات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في أثناء الحرب الباردة، نستعرض النظريات الأكثر شيوعاً حول اغتيال جون كينيدي.

أربع نظريات:

الرجل المسلح الثاني؟

كانت هناك شكوك عامة في أن أوزوالد لم يكن وحده. وربما كان لذلك علاقة باللجنة الخاصة بالاغتيالات، التي نظرت مرة أخرى في اغتيال جون كينيدي بالإضافة إلى مقتل مارتن لوثر كينغ.

ففي عام 1976، أعادت لجنة الاغتيالات التابعة لمجلس النواب فتح القضية، وخلصت إلى أنه "من المحتمل" أن يكون هناك مطلق نار ثانٍ، مشيرة إلى "التل العشبي" سيئ السمعة الذي أصبح الآن معلماً تاريخياً ولكن في ذلك الوقت كان عبارة عن تل يطل على المنطقة التي كان كينيدي موجوداً فيها خلال موكبه.

ولكن في عام 1982، دحضت الأكاديمية الوطنية للعلوم الأدلة الصوتية التي دعمت نظرية مطلق النار الثاني. ومع ذلك، لا تزال التلة تشكل نقطة محورية لأولئك الذين يؤمنون بمؤامرة أوسع نطاقاً.

العلاقة مع كوبا

كانت كوبا موضوعاً مثيراً للجدل في فترة اغتيال كينيدي، لذا فمن الطبيعي أن يتداخل الموضوع مع نظريات المؤامرة.

وتغذي خلفية الحرب الباردة في عام 1963 التكهنات بأن كوبا بقيادة فيدل كاسترو، لعبت دوراً في اغتيال كينيدي.

قُتل لي هارفي أوزوالد قبل أن يتمكن من المثول للمحاكمة بتهمة قتل جون كينيدي (AP)

تكشف تقارير مجلس الشيوخ التي رُفعت عنها السرية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية خططت لمحاولات متعددة لاغتيال كاسترو. ويشير بعض المنظّرين إلى أن مقتل جون كينيدي كان انتقاماً. وتزيد رحلة أوزوالد إلى مدينة مكسيكو سيتي في عام 1963، حيث حاول الاتصال بالقنصليتين الكوبية والسوفييتية، من هذه الشكوك.

وبدلاً من ذلك، يفترض البعض أن عملاء مناهضين لكاسترو، الذين أغضبهم رفض جون كينيدي تقديم الدعم العسكري لغزو خليج الخنازير، ربما دبّروا عملية القتل.

ويقال إن أوزوالد كان على اتصال بشخصيات مؤيدة ومعارضة لكاسترو وكان يدافع عن كاسترو والشيوعيين في الولايات المتحدة.

عمل داخلي؟

ومن بين أغلب التكهنات أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي التي خططت لعملية الاغتيال.

ويستشهد المنتقدون بالعلاقة المتوترة بين كينيدي والوكالة، خصوصاً بعد كارثة خليج الخنازير، عندما أقال مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك ألين دالاس.

وقد أعطى روبرت ف. كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الراحل، ومرشح ترمب لمنصب وزير الصحة، مصداقية لهذه النظرية، حيث جادل بأن رفض جون كينيدي تصعيد التدخل الأمريكي في فيتنام جعل له أعداء داخل المجمع العسكري الصناعي.

يجادل كينيدي بأن جريمة القتل كانت مرتبطة بضغوط من أجل إرسال قوات أمريكية إلى فيتنام. وكان يعتقد في البداية أن "عنصراً مارقاً في وكالة الاستخبارات المركزية" هو المسؤول عن الجريمة قبل اجتماع عقده مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون ماكون، الذي بدد هذه الشكوك والتكهنات.

ويعتقد خبراء قضية كينيدي أن وكالة المخابرات المركزية كانت تراقب أنشطة أوزوالد عن كثب أكثر مما اعترفوا به، وجندته ليتولى حل مشكلتهم.

وعلى الرغم من هذه الادعاءات، لم تجد لجنة الاغتيالات التابعة لمجلس النواب الأمريكي عام 1979 أي دليل على تورط وكالة المخابرات المركزية.

زاوية المافيا

هناك نظرية شائعة أخرى تتعلق بالجريمة المنظمة، وبصفته المدعي العام، طارد روبرت كينيدي المافيا بقوة، ويزعم بعض المنظّرين أن المافيا ردت على ذلك باستهداف شقيقه.

اكتسبت هذه النظرية زخماً بعد أن أعرب روبرت كينيدي نفسه عن مخاوفه من أن حملته ضد الجريمة المنظمة أدت إلى اغتيال الرئيس.

ويقول كاتب السيرة الذاتية إيفان توماس، إن روبرت كينيدي كان يشعر بالقلق من أن العمل الذي كان يمارسه قد يؤدي إلى مقتل شقيقه.

خلال حملته الرئاسية لعام 2016، أشار دونالد ترمب إلى أن والد السيناتور تيد كروز، كان من المقربين المعروفين لأوزوالد. وقال ترمب: "لا أحد يتحدث عن ذلك"، مستشهداً بغلاف صحيفة ناشيونال إنكوايرر الشعبية لنشر صورة لرافائيل كروز وأوزوالد يتناولان الإفطار.

هذا الادعاء رُفض وجرى دحضه على نطاق واسع، ولكنه يؤكد مدى انتشار التكهنات التي تحوَّل إليها النقاش حول قضية اغتيال جون كينيدي، ما ضاعف من نظريات المؤامرة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً