عناصر من ميليشيات حفتر في ليبيا.  (Mahmud Turkia/AFP)
تابعنا

منذ سنة 2019 ظهر مقاتلو مجموعة فاغنر الروسية في ليبيا، حاملين السلاح إلى جانب مليشيات خليفة حفتر، خلال الهجوم الذي شنه سنتها على طرابلس. وحسب تقديرات دولية، يوجد اليوم نحو 1000 من عناصر شركة المرتزقة، على الأراضي الليبية.

وفي تقرير أخير مسرب عن الأمم المتحدة، كشف محققون أمميون عن حجم الانتهاكات التي ترتكبها فاغر ضد المدنيين الليبيين، من تفخيخ للعب أطفال وزراعة ألغام، واحتجاز غير قانوني واغتصابات، مما يرقى، حسب القانون الدولي، إلى مستوى جرائم الحرب.

تقرير أممي يورط حفتر

وأورد المحققون الأمميون في تقريرهم الذي سلموه لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، أن ليبيا تواجه تهديداً أمنياً خطيراً من مقاتلين أجانب وشركات عسكرية خاصة، تحمل السلاح على أراضيها، بخاصة مجموعة فاغنر الروسية التي تنتهك القانون الدولي.

ورصد التقرير الدولي عدداً من الانتهاكات التي ارتكبتها المجموعة الروسية، وقالت اللجنة العاملة عليه إن عناصر فاغنر زرعوا 35 لغماً مضاداً للأفراد في مناطق مدنية ببلدية عين زارة، إضافة إلى الألغام المضادة للدبابات التي زرعوها لحماية مواقعهم جنوب طرابلس، وتركوها بلا أي علامة تدلّ على وجودها عند انسحابهم.

ويُلزِم القانون الدولي المجموعات المقاتلة نزع الألغام في حال انسحابهم من من مواقع زرعها، أو التأشير على وجودها. ويُعتبر عدم فعل ذلك، كما هي حال فاغنر، جريمة حرب.

ويقول التقرير: "هذا الإخفاق في تجنب، أو على الأقل تقليل، الآثار العرضية للذخائر المنتشرة في السكان المدنيين (...) جعل أسلوبهم (فاغنر) في الحرب غير قانوني".

يُضاف إلى هذا رصد التقرير حالات عديدة للاختطاف والاحتجاز التعسفي، وأوردت اختبارات أجرتها لجنة التحقيق على محتجزتين سابقتين، كانتا تبلغان من العمر 14 و15 عاماً في ذلك الوقت، وقوعهما ضحيتَي اغتصاب متكرر من عدد من الجناة، وللاستعباد الجنسي وأشكال أخرى من العنف الجنسي، خلال فترة 18 شهراً بمعتقل سري في بني وليد الواقع وقتها تحت سيطرة مليشيات حفتر.

جرائم حفتر ومرتزقته في ليبيا

في أغسطس/آب 2021 نشرت شبكة "BBC" البريطانية تحقيقاً عن مجموعه انتهاكات ارتكبتها مجموعة فاغنر ومليشيات حفتر في ليبيا، بعد تحليلها بيانات لوح إلكتروني "سامسونغ" لأحد المرتزقة الروس، عُثر عليه بعد انسحابهم من محيط طرابلس.

وأظهر اللوح الإلكتروني، حسب هيئة البث البريطانية، بيانات باسم مقاتلين في المجموعة، وقوائم مشتريات لأسلحة متطورة، وخرائط لألغام وفخاخ قاتلة.

وكانت مؤسسة "Calibre Obscura" المتخصصة في رصد الأسلحة المستخدمة خلال النزاعات العسكرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نشرت صوراً للعبة أطفال على شكل دبّ محشوّ مفخَّخة بعبوة ناسفة، عُثر عليها في منطقة سكنية بطرابلس سنة 2020. وقالت المؤسسة إن نوعية السلاح المستخدَم في الفخّ تدلّ على أن فاغنر هي من صمّمه.

وحسب التقرير الأخير للأمم المتحدة، فإن اثنين من المتطوعين المدنيين في نزع الألغام لقوا حتفهم جراء هذه الفخاخ التي نصبتها فاغنر. ويصف التقرير ذلك الفخ بأنه "كان غير محدَّد المعالم ومُلصَق بأشياء غير ضارة داخل منزل مدني".

ومكّن اللَّوح الإلكتروني الذي عُثر عليه مِن توصُّل "BBC" إلى اثنين من المقاتلين السابقين في فاغنر، اعترفا بإقدامهما على قتل الأسرى، لأنه "لا أحد بحاجة إلى فم زائد يطعمه"، هكذا برّرا ذلك لصحفيي الشبكة البريطانية.

ويحكي التحقيق عن جريمة حرب أخرى محتملة، حكى عنها جندي تابع للحكومة الليبية، عن رفيق له استسلم لجنود فاغنر، لكنهم أطلقوا عليه النار مرتين في بطنه. ولم يشاهد الجندي صديقه هذا منذ ذلك الحين، كما لم يشاهد ثلاثة أصدقاء آخرين أُسروا في الوقت نفسه.

وأكدت اللجنة الأممية المكلَّفة إنجاز التقرير المذكور، جزءاً كبيراً مما ورد في تحقيق "BBC" وما كشفت عنه مؤسسة "Calibre Obscura".

TRT عربي