رئيس بنغلاديش الجديد محمد يونس / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

وأدى محمد يونس، الحائز جائزة نوبل للسلام، اليمين الدستورية اليوم الخميس، لقيادة الحكومة الموقتة في بنغلاديش، بعد الإطاحة برئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، وسط إشادة بدور الطلبة في الاحتجاجات ودعوة "للحفاظ على منجزهم".

واختير محمد يونس (84 عاماً) لقيادة الحكومة المؤقتة الجديدة، وهو مطلب رئيسي للطلاب المتظاهرين الذين دفعت انتفاضتهم الشيخة حسينة إلى الفرار إلى الهند يوم الاثنين.

ومن شأن تشكيل حكومة انتقالية أن يملأ الفراغ الذي خلّفه إعلان قائد الجيش في بنغلاديش استقالة الشيخة حسينة في خطاب بثه التليفزيون يوم الاثنين، والتي جاءت بعد أعمال عنف دامية اجتاحت البلاد على مدى أسابيع وتسببت في مقتل نحو 300 شخص وإصابة آلاف.

وهذه المرة الثانية التي يعود فيها محمد يونس إلى عالم السياسة لكن رئيسَ حكومة، ففي 2007 عندما كانت بنغلاديش تحت قيادة حكومة مؤقتة مدعومة من الجيش، أعلن الخبير الاقتصادي تأسيس حزب سياسي، حمل اسم ناغوريك شاكتي (قوة المواطنين).

لم يمر عليه كثير قبل أن يتراجع عن هذه الخطوة التي أورثته عدوات عدة على رأسها عداوة رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، التي دفع ثمنها لاحقاً عندما لاحقته السلطات في بنغلاديش بتهم فساد وسوء إدارة.

البداية من القرية

وُلد محمد يونس عام 1940 في قرية باثوا في شيتاغونغ، وأظهر يونس تفوقاً أكاديمياً منذ سن مبكرة. أكمل تعليمه الابتدائي في شيتاغونغ وانتقل لاحقاً إلى دكا لمواصلة تعليمه العالي. حصل يونس على درجة البكالوريوس والماجستير في الاقتصاد من جامعة دكا في عام 1965، وحصل على منحة فولبرايت للدراسة في الولايات المتحدة، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة فاندربيلت في عام 1971.

بعد حصوله على درجة الدكتوراه، عمل يونس أستاذاً مساعداً للاقتصاد في جامعة ولاية تينيسي الوسطى، وفي منتصف سبعينيات القرن العشرين عاد إلى بنغلاديش ليقود قسم الاقتصاد في جامعة شيتاغونغ.

وتركت المجاعة التي ضربت البلاد في بدايات السبعينيات أثراً كبيراً في وعي أستاذ الاقتصاد، الذي جرب عدداً من الطرق والأساليب لمساعدة العائلات الريفية، تحديداً في مجال الإقراض والتمويل، وهذا ما أوصله إلى تأسيس بنك جرامين (بنك القرية) عام 1983.

مصرفي الفقراء

تخصص البنك في تقديم قروض صغيرة (تصل إلى 20 دولاراً أمريكياً فقط) للنساء في المناطق الريفية في بنغلاديش لمساعدتهن على بدء مشاريع صغيرة مثل تربية الدواجن أو النسج أو بيع السلع. وقد قُدّمت هذه القروض بلا حاجة إلى ضمانات، إذ كان السداد يعتمد على الثقة والضغط بين الأقران.

غيّر هذا النهج المبتكر حياة ملايين الأفراد، ما أكسب محمد يونس لقب "مصرفي الفقراء". ومنذ ذلك الحين اعتُمد نموذج بنك جرامين في أكثر من 100 دولة حول العالم. وبحلول العقد الثاني من الألفية أقرض البنك ملايين الدولارات لآلاف العملاء مع نسبة سداد مرتفعة.

هذه الإنجازات أدّت إلى حصول محمد يونس على مجموعة من الجوائز وتكريمه في عدد من المحافل كان أهمها حصوله وبنك جرامين على جائزة نوبل للسلام عام 2006 لما وصفته لجنة الجائزة بجهودهما في توفير الفرص المالية للفقراء.

متاعب السياسة

بعد وصول الشيخة حسينة إلى منصب رئيسة الوزراء في بنغلاديش عام 2008، بدا أن مسلسلاً جديداً من المتاعب ينتظر محمد يونس، فمحاولته دخول عالم السياسة عام 2007 أدت إلى تزايد العداوات المحيطة به، وبحلول شهر سبتمبر/أيلول 2023 كان البروفيسور محمد يونس يواجه 174 قضية رُفعت ضده بتهمة انتهاك قانون العمل وغسل الأموال والفساد وغيرها على مدى العقد الماضي، وَفقاً لموقع "NEW AGE" البنغلاديشي.

نفى الخبير الاقتصادي التهم الموجهة إليه، واتهم حكومة حسينة باستهدافه والتضييق عليه، وفي شهر أغسطس/آب 2023 وقّع ما يقرب من 200 شخصية عالمية بارزة، بما في ذلك 108 من الحائزين على جائزة نوبل، على رسالة مفتوحة إلى حسينة يطالبون فيها بإعادة النظر في التهم الموجهة إلى يونس من لجنة من القضاة المحايدين.

وبعد إسقاط التهم الموجهة إليه وتوليه رئاسة الحكومة، أكّد محمد يونس لصحيفة فاينانشيال تايمز أمس الأربعاء، أنه "لا يسعى لشغل منصب، لا بالانتخاب ولا بالتعيين بعد الفترة الانتقالية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً