خطوة حاسمة.. نجحت تركيا من دمج ذخيرة بمعايير الناتو على متن طائرة سوفيتية (Others)
تابعنا

بلغت تدريبات "نسر الأناضول" التي تُجرَى في مركز تدريب نسور الأناضول في قونية، والتي تُعَدّ أحد أهم تمارين الطيران التكتيكية في العالم، ذروتها هذا العام أيضاً. ويُعتبر مركز قونية الذي تستضيف فيه تركيا هذه التدريبات دورياً أحد المراكز الثلاثة في العالم التي تُقدَّم فيها تدريبات الطيران التكتيكي، كما أنه المركز الدولي الوحيد للتمارين الجوية في أوروبا.

وشهد هذا الحدث الهامّ خطوة حاسمة من تركيا بعد نجاحها في إدماج مجموعة من الصواريخ المحلية التي صُمّمَت وفق معايير الناتو والطيران بها على متن طائرة سوفييتية الصنع من طراز "SU-25" تابعة لسلاح الجو الأذربيجاني، أدّت دوراً نشطاً في عملية قره باغ الثانية.

وخلال الحدث تمكنت الطائرة السوفييتية من إطلاق مجموعة صواريخ التوجيه المجنَّح (KGK) الموقعة من TÜBİTAK SAGE، والتي طورتها تركيا بموارد محلية ووطنية. للحديث أكثر عن جوانب مهمة الإدماج هذه وأهميتها لتركيا، تحدث موقع TRT Haber مع الباحث في الصناعات الدفاعية أنيل شاهين. إليكم القصة كاملة.

خطوة حاسمة

تعتبر مجموعة صواريخ التوجيه المجنح (KGK) التي تنتجها تركيا محلياً، والتي ظهرت لأول مرة مُدمَجة أسفل جناحَي طائرة الدعم الجوي السوفييتية الصنع "SU-25"، أداة تجعل قنابل الطائرات من سلسلة Mark التي تستخدمها دول الناتو ذكية وتوفر كلّاً من المدى والحساسية.

وتُعَدّ مجموعة التوجيه المجنحة التي طورتها TÜBİTAK-SAGE منتجاً يحوّل قنابل MK-82 و MK-83 غير الموجهة للأغراض العامة، إلى ذخائر ذكية بعيدة المدى جو-أرض.

ويشير أنيل شاهين إلى أن مدى هذه القنابل يتراوح عادة بين 10 و15 كيلومتراً، ولكن بعد تثبيت المجموعة على متن طائرة مقاتلة، يمكنها التحليق لمسافة تصل إلى 110 كيلومترات عند إسقاطها من ارتفاع عالٍ بواسطة طائرة مقاتلة مثل F-16.

كما يذكر شاهين أن شركات صناعة الدفاع التركية حدّثَت الطائرات الأذربيجانية من طراز SU-25 من الناحية الهيكلية والطيران، وأضاف: "في نطاق هذا التحديث، زاد عمر خدمة الطائرة وأُدمِجَت أنظمة أسلحة مختلفة. يمكننا القول إن تركيا تدمج ذخيرتها المعيارية للناتو، التي طورتها بموارد وطنية، في الطائرات السوفييتية".

تركيا تفتح أبواب سوق جديدة

في الواقع، تُظهر الطائرة السوفييتية المزودة بصواريخ التوجيه المجنح (KGK) أيضاً موثوقية وكفاءة صناعة الدفاع التركية في مجال الذخيرة وهندستها. حول هذه النقطة قال أنيل شاهين إنه بعد الحرب الروسية-الأوكرانية انخفضت صادرات الأسلحة الروسية كثيراً واستحوذت دول مختلفة على هذه الحصة السوقية المتناقصة.

فيما يُعَدّ نجاح تركيا مع الطائرة الأذربيجانية الخطوة الأولى على طريق جديد تلعب فيه تركيا دوراً نشطاً في السوق بفضل هذه التكاملات الخاصة. وأشار شاهين إلى استخدام فعليّ واسع للغاية للطائرات العسكرية الروسية في كل أنحاء العالم. وأضاف: "مئات الطائرات الروسية تعمل بنشاط حتى في الدول أعضاء الناتو".

في السابق جرت العادة على تحديث الشركات العامة الروسية أو الشركات الخاصة التي لها فروع مع شركات روسية، لهذه الطائرات مباشرة. من ناحية أخرى، لعبت أوكرانيا أيضاً دوراً نشطاً في صيانة وتحديث هذه المركبات.

ومع انشغال هذين اللاعبين المهمين لوجستياً لتحديث هذه الطائرات في الحرب معاً البعض حالياً، تسبب ذلك في فجوة حاجة خطيرة للغاية في السوق، وهو ما استغلته تركيا لتُظهِر قوة وكفاءة صناعتها الدفاعية.

بصمة في صناعة الدفاع والفضاء

من خلال دخول مثل هذه المنطقة الخاصة، تهدف تركيا في الواقع إلى زيادة بصمتها التصديرية بصناعة الدفاع والفضاء، لا سيما وأن مجموعة التوجيه المجنح (KGK) هي ذخيرة موجهة بدقة.

يلفت أنيل شاهين الانتباه إلى تفصيل آخر مهمّ قائلاً: "استخدام الذخائر الموجهة بدقة ليس شائعاً في الطائرات الحربية الروسية/السوفييتية. لقد فكرَت تركيا، بخاصة بعد 2014، كثيراً في هذه الذخيرة. لدينا بالفعل مخزون عالي الكفاءة من الذخيرة الذكية. هذه جيدة كنظيراتها المصنعة بالولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.

وأردف: "بعبارة أخرى، أثبتت تركيا كفاءتها في ساحات المعارك الحقيقية بفضل هذه الأنظمة والذخائر. وفيما كانت هذه الذخائر مفضلة لدى عديد من البلدان في المرحلة الحالية، فإنها في طريقها لتصبح أكثر تفضيلاً من قبل العديد من البلدان الأخرى".

وختم شاهين كلامه بقوله: "بينما تنشغل صناعات الدفاع في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتلبية احتياجات أوكرانيا من الأسلحة، فضلاً عن عجز الدول الأخرى عن تلبية إمداداتها الخاصة، فإنها فرصة أخرى لتركيا لتطوير خطوط إنتاج الصناعات الدفاعية، ما قد يمكّنها من فتح باب جديد في هذه المنطقة المهمة أيضاً".

TRT عربي
الأكثر تداولاً