يُعَدّ القفطان المغربي والثوب الفلسطيني اللباس التراثي الأول لكل من المغرب وفلسطين، بطابعهما التقليدي والعصري، إذ بقيَ التمسك بهما والمحافظة عليهما منذ القدم حتى وقتنا الحالي، لا ينازعهما في المكانة أي زي آخر، فهما الحاضران في جميع المناسبات.
ومع مرور الزمن حرص كثير من الفتيات الفلسطينيات على ارتداء الثوب الفلسطيني في جميع المناسبات وإعادة مجده من جديد بتصاميم عصرية ولمسات خاصَّة تناسب أذواق الفتيات.
كذلك القفطان المغربي، فيظهر حب النساء الشديد للزي التقليدي المغربي على اختلاف سنّهن، إذ أصبح جزءاً لا يتجزأ من تراثهن ورمزاً لتميزهن وتفردهن.
يتّخذ الزي المغربي عدة تصاميم وموديلات حديثة، من أهمها:
أولاً التكشيطة المغربية، وهي لباس تقليدي طويل مكون من قطعتين وطوق مطرز في الوسط، تتميز بنوعية الأقمشة الفاخرة وألوانها الراقية، إضافة إلى ذلك يُطرَّز عليها بشكل كثيف وتزوَّد بقطع صغيرة من الخرز في أغلب الأحيان. وتبقى للتكشيطة المغربية مكانة خاصة لا محيد عنها؛ تعتبرها النساء المغربيات من جميع الطبقات مفخرة لهم ويفضّلن تصميمها يدوياً عند الترزي (الخياط).
ثانياً الكندورة، تصميم يناسب الزيارات العائلية والتجمعات غير الرسمية، تتميز بتطريزها الخفيف وعدم وجود حزام للخصر ولا الراندة (الطاقية).
ثالثاً الجلابة، قطعة واحدة فقط، أحياناً يضاف إليها الراندة وطوق رفيع يحيط الخصر، مُقفَلة بالكامل من الأمام، مطرَّزة بالخيوط الذهبية أو الفضية، تناسب الحفلات والزيارات والاستقبالات لسهولة تصميمها وإرتدائها.
القفطان المغربي، هو القطعة الأساسية للمرأة المغربية في جميع المناسبات، مكوَّن من قطعة واحدة تُصنع من أجود أنواع الأقمشة، تُزيَّن بالتطريز اليدوي المغربي كالرباطي والفارسي، ومزين بالأحجار والخرز. ومع مرور الزمن حتى وقتنا الحالي تَفنَّن كثير من كبار المصممين المغاربة والعالميين لتقديم تصاميم فاخرة.
أما الثوب الفلسطيني الذي يُعتبر جزءاً من ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه، فله تصاميم وألوان متعددة تمتاز بها كل مدينة من الأخريات، بنوع التطريز والقماش والألوان، بحيث يمثّل كل ثوب عادات وتقاليد وثقافة البلد، ويعكس الطابع العامّ لها سواء مدنية أو بدوية أو قروية.
أولاً الثوب الفلاحي، وهو الثوب المطرز بالقطبة الفلاحية، من عروق الزنبق والكرز وعرق وردتين ووردة، أيضاً تُطرَّز أشكال نباتات أو زخارف وأشكال هندسية.
ثانياً الثوب المجدلاوي، وهو ثوب مدني يُصنَع من القماش المقلَّم ويُطرَّز عليه طولياً وبألوان مغايرة للون الثوب.
ثالثاً الثوب السبعاوي، يأخذ اللون الأسود ويتسع من أسفل ويقلّ اتساعه عند منطقة الخصر. يتميز بتطريز كثيف أزرق وجنزاري أو برتقالي وأحمر على جوانب الثوب من أسفل، حسب الحالة الاجتماعية للفتاة.
وللثوب الفلسطيني أنواع أخرى كثيرة، أهمّ ما تجتمع عليه "القطبة والشكل العامّ للثوب، والأكمام"، حتى إن أثواباً يُزيّن خصرَها حزام يسمى "الشدّاد" مصنوع من الحرير أو الساتان، يوضع على عدة لفات أو بشكل عريض فيزيد جمال الثوب ويساعد على إبراز الخصر.
القفطان المطرَّز يحكي أصالة التراث ويواكب أحدث الموديلات العصرية
مع مرور الزمن حتى وقتنا الحالي ذهب كثير من النساء الفلسطينيات إلى صنع تصاميم عصرية جديدة تواكب الموضة، فأخذن من هنا وهناك ما يناسبهن ويزيد جمال إطلالاتهن، إذ كانت أولى التصاميم التي استهوت أذواقهن "القفطان المغربي"، إذ يتفقان في فخامة الثوب وحشمته دون تأثير على الجمال العامّ، بما يجعله يضفي نوعاً من التألق والجمال.
كما يتفقان أحياناً في أنواع الأقمشة، ووجود حزام مطرز (في الثوب الفلسطيني) أو مشكوك بالخرز وخيوط الحرير الذهبية والفضية (في الثوب المغربي)، فكانت عملية الإدماج بينهما معتمدة على التصاميم المغربية الحديثة والتي تجمع بين "بساطة التصميم وفخامة الذوق"، والتطريز عليها بالقطبة الفلسطينية، إذ تتوافر أثواب من قطعتين وأخرى من قطعة واحدة مضاف إليها العُقَد على أطراف الثوب دون استغناء الخصر عن الحزام، محاكاةً للقفطان المغربي. من هنا ظهر لنا ثوب جديد نستطيع أن نطلق عليه اسم "القفطان المطرَّز".
القفطان المطرَّز.. محاكاة لأذواق الفتيات أم محو لأصالة التراث؟
عند سؤال TRT عربي مجموعة من الفتيات المغربيات والفلسطينيات عن مدى تقبُّلهن فكرة الإدماج بين الثوبين وإخراج نموذج جديد يجمع بينهما.
تقول أميمة، شابة مغربية من منطقة الناظور بلغت منتصف عقدها الثاني وبلغ نضوجها في اختيار الأزياء أعلى مراتبه، إن "فكرة الإدماج وإخراج نموذج ثالث بالتأكيد لا تمحو أصالة التراث، بل إذا أدمجنا التقطيعة المغربية مع التطريز الفلسطيني ازداد القفطان المغربي تميزاً وجمالاً. بالتأكيد أنا لست ضد الإدماج".
مضيفةً أنهم في كثير من الأحيان يستعينون بأثواب من تركيا ويُعيدون تصميمها بما يناسب التصاميم المغربية، مع التشديد على أهمية إظهار جمال التفصيلة.
أما هبة، وهي مصممة أزياء مغربية في بداياتها، فقد رحّبت بـ"القفطان المطرَّز"، موضحةً: "لقد لفت نظري جمال التطريز الفلسطيني، وفكرة الإدماج بينهما غاية في الجمال، سوف أطبقها في تصاميمي القادمة".
على الجانب الآخر أوضحت وفاء، من سِلا الجديدة، أن "القفطان المغربي لا يُدمَج مع أي تصاميم أخرى، وأنا ضد فكرة الإدماج، لقداسة تراثنا وتمسُّكنا به، ليس علينا الترحيب بأي أفكار دخيلة عليه، فهي في نظري تمحو أصالته وتُفقِدنا ملكيته مع مرور الزمن".
أماني زقوت، من مدينة أسدود، أشارت إلى أنها "قبل نحو خمسة عشر عاماً كنت لا أقبل ارتداء الثوب الفلسطيني، إذ كان بمخيلتي أنه مقتصر على كبار السن، خلافاً للوقت الحالي مع وجود تصاميم عصرية قريبة للقفطان المغربي، فأصبحت أحرص على ارتدائه في أغلب المناسبات".
السيدة هناء محمود، فلسطينية من مدينة غزة بلغت عقدها الخامس، تقول: "أنا لست مع أو ضد فكرة الإدماج بينهما، لكني مقتنعة جداً بالثوب الفلسطيني التقليدي ولا أجد أجمل من تصميمه".
TRT عربي حاورت أحد الأسماء اللامعة التي برزت في تصميم الأثواب التراثية، المصممة الأردنية أسماء بني عيسى، التي أشارت إلى أن الانفتاح الثقافي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي جعل السيدات يبذلن مجهوداً أكبر للاهتمام بمظهرهن، مشدّدةً على أن السيدة التي تختار القطعة لارتدائها يجب أن يتناسب اختيارها مع المناسبة والمكان، موضحةً: "لقد وجدت إقبالاً كبيراً من السيدات على الأثواب العصرية المطرزة، أي الأثواب التقليدية المدمجة بالحداثة".
وعن كونها أردنية الجنسية، استطاعت الخبيرة بني عيسى، بحكم الجوار والعادات المتقاربة، استخدام التطريز الفلسطيني في تصاميمها الأخيرة مناصرةً للقضية الفلسطينية.
عند اختيار ثوبك المطرَّز عليك الانتباه لهذه التوصيات
قد تكون تصاميم القفطان أو الثوب الفلسطيني محيّرة قليلاً، لكنها ليست محدودة، بخاصة في الآونة الأخيرة مع إدخال عديد من الخامات والتطريز عليها، لم تكن تُستخدم من قبل بشكل كبير، مثل القطيفة والساتان والشيفون. لذلك ستُتناول القصَّات والخامات التي تناسب حجم الجسم وطرق تنسيقه مع الأحذية والشنط.
أولاً، يجب اختيار الحزام المناسب لشكل الجسم عند تصميم القفطان، فإذا كنت من أصحاب الجسم الممتلئ فاحرصي على اختيار حزام رفيع مطرَّز بشكل كلاسيكي دون مبالغة فيه. أما إذا كنت من أصحاب الجسم الرفيع فلك حرية الاختيار بين الرفيع والعريض، مع أخذ إضفاء الحزام الرفيع نعومة لمرتديه بعين الاعتبار.
ثانياً، عليك اختيار لون القفطان والتطريز المناسب لشكل الجسم، إذا كنت من أصحاب الجسم الممتلئ فيفضَّل أن يأخذ التطريز والخرز شكلاً بسيطاً ليضيف لمسات من النعومة على التصميم، مع الانتباه لنوع القماش المنسدل الناعم والألوان الداكنة لعدم إبرازهما المنطقة الممتلئة، أما أصحاب الجسم المتناسق والرفيع، فجميع الأقمشة والتطريز مناسبة لهم.
ثالثاً، عليك المحافظة على ارتداء الأحذية العالية بألوان تتناسب مع لون القماش أو التطريز لإطلالة أنيقة.
رابعاً، إذا كنتِ من المحَّجبات فيفضَّل دائماً اختيار الشال من الشيفون أو الجورجيت بألوان هادئة موحدة، لِمَا للقفطان من تفاصيل وتطاريز لا تحتمل الزيادة.
خامساً، موديلات الشنط التي تتناسب مع فخامة القفطان المطرز هي صغيرة الحجم (كروس) بسلسلة طويلة أو يد قصيرة.