وقال بري، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إنه تسلم المقترح الأمريكي، نافياً أن يكون هذا المقترح "يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان".
وأضاف أن "الأمريكيين و غيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول، ولا يمكن حتى النقاش فيه من حيث المبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مساس بسيادتنا"، ونفى أن يكون المقترح "متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان"، على حد تعبيره.
وكشف بري عن أن "المقترح يتضمن نصاً غير مقبول لبنانياً، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701 تضم عدداً من الدول الغربية"، وقال: "هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها".
وحرص بري على "تأكيد النقاش جارٍ بالفعل حول هذه التفاصيل"، وقال إن "الشغل ماشي (يتحرك) والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم"، وأشار إلى أن "قدوم المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، إلى لبنان رهن تطور المفاوضات وتقدمها".
ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/آب 2006 إلى وقفٍ كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 147 ألف فلسطيني، وسَّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالاً عن 3 آلاف و445 قتيلاً و14 ألفاً و599 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق بيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الجمعة.
ويومياً يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقرات استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات. وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.