وأضافت يونيفيل، في بيان، أن "التدمير المتعمَّد والمباشر من الجيش الإسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تابعة لنا يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقرار الأممي 1701".
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 أغسطس/آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات يونيفيل.
ورأى بيان يونيفيل أن ما يفعله جيش الاحتلال ضد قواتها بالقرب من الخط الأزرق هي أفعال "متعمَّدة ومباشرة"، وقال: "نذكّر جميع الأطراف بالتزامها ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات".
وأوضح البيان أن "حفارتين وجرافة لجيش الاحتلال أقدمت، الخميس، على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لنا في رأس الناقورة"، فيما نفى جيش الاحتلال تنفيذ أي نشاط داخل مواقع يونيفيل.
وجاء في البيان: "منذ 30 سبتمبر/أيلول الماضي، طلب الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر مغادرة جنود حفظ السلام مواقعهم بالقرب من الخط الأزرق من أجل سلامتهم. وحادثة أمس، مثلها مثل 7 حوادث مماثلة أخرى، لا تتعلق بوقوع قوات حفظ السلام في مرمى النيران المتبادلة، بل تتعلق بأفعال متعمَّدة ومباشرة من جانب الجيش الإسرائيلي".
وخلال الأسابيع الأخيرة، أُصيب عدد من جنود يونيفيل جراء هجمات الاحتلال الإسرائيلي وقالت قوة حفظ السلام الأممية إنها "جرت عمداً"، وهو ما أثار تنديدات دولية واسعة، حتى إن وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، وصف إحدى الهجمات بأنها "قد تشكِّل جريمة حرب".
وعلى وقع تلك الهجمات، اقترح الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، أن تنتقل يونيفيل لمسافة 5 كيلومترات إلى الشمال داخل أراضي لبنان.
ورداً على ذلك، قال فرحان حق، نائب متحدث الأمم المتحدة، إن "يونيفيل تؤدي واجباتها وفق تفويضها، وستستمر في البقاء في موقعها الحالي".
واليوم الجمعة، قالت وزارة الخارجية الفرنسية عبر بيان، إن الهجمات الإسرائيلية المتعمَّدة على قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) خلال الأسابيع الأخيرة "غير مقبولة".
وأدانت الخارجية الهجوم الإسرائيلي الذي أُصيب فيه جنود من قوات يونيفيل، وشدد البيان على أن قوات يونيفيل يجب أن تكون قادرة على تنفيذ مهمتها، وتابع: "يجب ضمان حماية قوات السلام التابعة للأمم المتحدة وأمن أفرادها وممتلكاتهم ومنشآتهم".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 146 ألف فلسطيني، وسَّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالاً عن 3 آلاف و102 قتيل و13 ألفاً و819 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق أحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الخميس.
ويومياً يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقرات استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.