وقالت المتحدثة المساعدة باسم البنتاغون سابرينا سينغ: "نعتقد أن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أرسلت نحو 10 آلاف جندي للتدريب في شرق روسيا"، وهو ما سيؤدي "على الأرجح" إلى "تعزيز القوات الروسية قرب أوكرانيا في الأسابيع المقبلة".
ولفتت إلى أن "قسماً" من هذه القوات "اقترب بالفعل من أوكرانيا".
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين، أن إرسال كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى روسيا يشكل تطوراً "خطيراً جداً".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن واشنطن أوضحت للصين "أننا نشعر بقلق إزاء هذا الأمر وأنها يجب أن تشعر بقلق إزاء هذا العمل المزعزع للاستقرار من جانب جارتَيها روسيا وكوريا الشمالية".
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين، أن نحو 12 ألف جندي كوري شمالي سيكونون موجودين "قريباً" في روسيا لتلقي تدريب، متوقِّعاً رؤيتهم في مرحلة لاحقة في ساحة المعركة في أوكرانيا.
وأضاف زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي في أيسلندا: "يوجد بالفعل 3000 جندي كوري شمالي على الأراضي الروسية. ووفقاً لأجهزة استخباراتنا، سيبلغ عددهم قريباً 12 ألفاً"، مندداً مرة جديدة بـ"تصعيد" النزاع، ومحذراً من أن روسيا "ستستخدمهم على أراضينا".
أما الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، فاعتبر اليوم الثلاثاء، أن التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ يشكل "تهديداً كبيراً للأمن العالمي".
وقال يون: "هذا التعاون العسكري غير القانوني بين روسيا وكوريا الشمالية يمثل تهديداً كبيراً لأمن المجتمع الدولي، ويمكن أن يشكل خطراً جسيماً على أمننا القومي".
قبل ساعات من تصريحات البنتاغون، حذر الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، من تعزيز التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ.
وفي تصريحات أدلى بها في مقر الحلف في بروكسل، قال روته إن بإمكانه التأكيد أنه جرى إرسال وحدات عسكرية كورية شمالية إلى منطقة كورسك في غرب روسيا، محذراً من أن ذلك يشكل "تصعيداً كبيراً".
وقال في مؤتمر صحفي إن "تعميق التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية يشكل تهديداً لأمن منطقتي المحيطين الهندي والهادي وأوروبا والأطلسي"، وأضاف أن "نشر قوات كورية شمالية في كورسك (الروسية) هو مؤشر أيضاً على تزايد اليأس الذي يشعر به بوتين".
وفي السياق، وعقب محادثة هاتفية مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن إرسال جنود كوريين شماليين "للمرة الأولى" لدعم الحرب الروسية، يشكل منعطفاً، وقالت: "إنه تصعيد خطير وتهديد للسلام العالمي".
استمرار القصف
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء، إن دفاعاتها الجوية دمرت سبع طائرات مسيَّرة أوكرانية الليلة الماضية.
وذكرت الوزارة على تطبيق تليغرام، أنه جرى إسقاط طائرتين في كل من بيلجورود وبريانسك وكورسك، وكلها مناطق حدودية مع أوكرانيا، بينما دُمِّرت الطائرة الأخيرة فوق البحر الأسود.
مقابل ذلك، قال مسؤولون أوكرانيون إن أربعة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب أربعة آخرون في عدة موجات من الهجمات الروسية الليلة الماضية على أكبر مدينتين في أوكرانيا، وهما خاركيف والعاصمة كييف.
وقال رئيس بلدية خاركيف، إيجور تيريخوف، على قناته بتليغرام، إن أربعة أشخاص قُتلوا في المدينة بعد منتصف الليل في قصف روسي لمنطقة أوسنوفيانسكي بالمدينة.
وفي كييف، قال رئيس بلدية العاصمة اليوم الثلاثاء، إن حطام طائرة مسيَّرة روسية مدمرة أصاب أربعة أشخاص وأشعل النار في مبنى سكني في المدينة.
وقال فيتالي كليتشكو على قناته بتطبيق تليغرام، إن أحد المصابين جراء الحطام في منطقة سولوميانسكي في كييف نُقل إلى المستشفى، وأضاف أن النيران اشتعلت في عدة سيارات أيضاً.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه "تخلي" كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً" في شؤونها.