وكتبت "القسام" عبارة "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي"، باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية، إلى جانب صورة للعلم الفلسطيني و"قبضة يد".
وجاء اختيار "القسام" هذه العبارة، بعد أيام من أنباء تداولتها هيئة البث العبرية حول قبول إسرائيل بمغادرة جميع أو بعض قادة "حماس" من قطاع غزة إلى دولة أخرى، في ضوء مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن وأماكن أخرى من العالم.
وكانت هيئة البث العبرية قد قالت الثلاثاء: "بعد افتتاح المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، اعترف مسؤولون إسرائيليون كبار بأنهم مستعدون لقبول استمرار بقاء حماس ولكن ليس في قطاع غزة".
وأضافت أنه في ضوء اقتراح ترمب بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، فإن أحد المقترحات التي تُناقش بين إسرائيل والإدارة الأمريكية يتعلق بالنموذج التونسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، "وبمعنى آخر، طرد بعض أو كل كبار مسؤولي حماس من قطاع غزة"، وفق الهيئة.
وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، شهد موقع تسليم المحتجزين الإسرائيليين، انتشاراً مكثفاً وغير مسبوق لعناصر الكتائب منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضمن ترتيبات تسليم الدفعة الخامسة من المحتجزين.
وحمل عناصر "القسام" أسلحة متنوعة، بينها قناصة "الغول"، والرشاشات الثقيلة "بي كي سي"، وبندقيتا "أم 16"، والكلاشنكوف، إلى جانب قذائف الياسين 105 المحمولة على الكتف والمضادة للدروع.
وحسب مراقبين أمنيين، فإن هذه الأسلحة هي أكثر ما استخدمه مقاتلو القسام في معاركهم مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من قطاع غزة خلال حرب الإبادة.
ويذكر أن قناصة "الغول" وقذائف الياسين 105، هل أسلحة من إنتاج وتطوير كتائب "القسام" كانت قد كشفت عنها في أوقات سابقة.
وتوافد الفلسطينيون لحضور مراسم تسليم المحتجزين للجنة الدولية للصليب الأحمر. وعادة ما تشهد عمليات التسليم حضوراً شعبياً واسعاً يعتبره مراقبون دعماً لـ"المقاومة الفلسطينية" في غزة.
وسلمت "القسام" اليوم السبت، 3 محتجزين إسرائيليين للجنة الدولية للصليب الأحمر، لتسلمهم بدورها إلى إسرائيل.
وعند إتمام تسليم الدفعة الخامسة، تكون "القسام" سلمت 16 محتجزاً إسرائيلياً ضمن صفقة التبادل الحالية، التي تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن محتجزين إسرائيليين. ومقابل ذلك، من المقرر أن تفرج إسرائيل عن 183 أسيراً فلسطينياً من داخل سجونها، بينهم 18 محكوماً بالمؤبد.
ووفق مؤسسات حقوقية فلسطينية، تعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم نحو 600 محكومون بالمؤبد.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من 3 مراحل، مدة كل منها 42 يوماً، تنص البنود على الإفراج تدريجياً عن 33 إسرائيلياً محتجزاً بغزة، سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.