الاحتلال الإسرائيلي يدّعي قتل هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل 3 أسابيع/ صورة: AA (AA)
تابعنا

من جانبه، لم يؤكد حزب الله أو ينفِ صحة ادعاءات الجيش، لكن صفي الدين لم يظهر فعلياً للعلن في أي نشاط منذ عدة أسابيع، إذ كان آخر تصريح له نشرته قناة "المنار" التابعة لحزب الله في 18 سبتمبر/أيلول الماضي، خلال تشييع جنازة 4 من عناصر الحزب قُتلوا بقصف إسرائيلي على الضاحية.

وبعد تَمكُّن إسرائيل من اغتيال أمين عامّ حزب الله حسن نصر الله بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، تصاعدت التكهنات بأن صفي الدين هو المرشح الأبرز لخلافته في قيادة الحزب. وبصفته رئيساً للمجلس التنفيذي، أشرف صفي الدين على الشؤون السياسية لحزب الله، وكان يُعَدّ الرجل الثاني في حزب الله خلف حسن نصر الله، حتى إنه يُوصَف في الأوساط الإعلامية منذ سنوات بأنه "ظِلّ" نصر الله.

وصفيّ الدين من مواليد عام 1964 في بلدة دير قانون النهر بقضاء صور جنوب لبنان، ولا يتوفر كثير من المعلومات عن الرجل، لكن من بين المعروف عنه أنه كان جزءاً من هيكل حزب الله منذ تأسيس الجماعة عام 1982.

وفي ثمانينيات القرن العشرين سافر صفي الدين إلى مدينة قم في إيران ليلتحق هناك بابن خالته حسن نصر الله في دراسة العلوم الدينية. وأُعِدّ صفي الدين لخلافة نصر الله منذ عام 1994، إذ استُدعي الرجل من قم إلى بيروت ليتولى رئاسة حزب الله في منطقة بيروت عام 1994، قبل أن يتولى رئاسة "مجلس المقاومة" المسؤول عن النشاط العسكري للحزب عام 1995.

وفي عام 1998 أصبح صفي الدين عضواً في مجلس الشورى، الهيئة التي تتخذ القرارات في الحزب. في العام ذاته رُقّي سريعاً ليترأس المجلس التنفيذي الذي يُعتبر حكومة الحزب، خلفاً لنصر الله الذي أصبح أميناً عامّاً للحزب، وأشرف على عمله آنذاك القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية.

وعلى مدى 3 عقود أمسك الرجل بكثير من الملفات اليومية الحساسة في الحزب، من إدارة مؤسساته إلى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركاً الملفات الاستراتيجية بيد نصر الله.

حضور شعبي وسياسي

وعلى غرار نصر الله، الذي يشترك الرجل معه في عديد من الصفات، يتميز صفي الدين بالحضور الشعبي والسياسي، وخطاباته المفوهة والنارية، التي تُغلَّف في الغالب بنبرة دينية قوية. ويبرز الرجل في تلك الخطب التزامه بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتأكيد الردّ الحازم تجاهها.

ففي كلمة ألقاها في 13 يوليو/تموز 2024 قال صفي الدين: "إذا كان تكليفنا، كما هو اليوم، أن نكون في الجنوب نقاتل هذا العدو، ونقدم شهداءنا، فنحن مستعدون للتضحية بكل شيء، وواثقون بأن الله سينصرنا كما نصرَنا في 2006". وفي خطاب آخر في 18 من الشهر ذاته، شدّد على أن "لبنان معنيّ بالحرب مع العدو الإسرائيلي دون قيود أو حدود"، كما أكد صفي الدين مراراً خلال الفترة الأخيرة، ما سبق أن أعلنه نصر الله، من أن حزب الله لن يتوقف عن دعم جبهة غزة حتى توقف إسرائيل عدوانها على القطاع.

وتربط صفي الدين علاقات جيدة بطهران، فإضافة إلى قضائه سنوات في دراسة العلوم الدينية بحوزة قم، صاهر الرجل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020، إذ تَزوَّج ابنُه رضا آنذاك، زيت ابنة سليماني. وفي عام 2017 أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية "إدراج صفي الدين على قائمة الإرهاب" بدعوى انتمائه إلى حزب الله.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً