وأشارت الصحيفة إلى أن المصادر نفسها أكدت دعمها التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار جزئي أو كامل بشكل فوري، وحذرت من أن عدم اتخاذ قرارات بشأن غزة "سيقوّض إنجازات الحرب ولن يُسقط حماس".
وأكدت المصادر أن فريق التفاوض متفائل بحذر إزاء إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى، مع العلم أن حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق، ولكن بشروطها الخاصة. في المقابل، نقلت إذاعة الجيش عن مصادر قولها إنه رغم عدم وجود تطورات جديدة في مفاوضات التبادل، فإن الجيش الإسرائيلي يواصل الضغط العسكري على حماس في محاولة لإنجاز الصفقة، رغم فشل هذه الاستراتيجية في الأشهر الماضية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نقلت الصحيفة ذاتها عن "مسؤولين كبار بالجيش" قولهم إن جذور حماس لا تزال راسخة بقوة باعتبارها السلطة الحاكمة في قطاع غزة، معربين عن شكّهم إزاء إمكانية الإطاحة بالحركة. وأضافوا أن إحدى العقبات الرئيسية أمام الإطاحة بحماس هي وجود أسرى إسرائيليين في غزة، ما يمنع الانهيار العسكري والمدني لسلطة الحركة، ويعوق الاحتلال عن تحقيق أهدافه المعلنة للحرب.
3 خيارات لحكم غزة
ونقلت الصحيفة أيضاً عن مسؤولين في الجيش إنه يوجد 3 خيارات لحكم غزة ما بعد الحرب، الأول هو عودة السلطة الفلسطينية مع دعم مالي أمريكي وخليجي، ضمن خطة تشمل التطبيع بين إسرائيل ودول عربية. واستدركت: "لكن نتنياهو يرفض هذا الخيار، والذريعة هي سيطرة وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على مقاليد الحكومة".
واستطردت: "لكن الحقيقة هي أن حزبَي الليكود (بزعامة نتنياهو) واليمين الوطني (بقيادة وزير الخارجية) جدعون ساعر سيواجهان صعوبة كبيرة في تمرير مثل هذا القرار في قاعدتيهما".
ووفق الصحيفة، فإن "الخيار الآخر هو تشكيل حكومة عسكرية في غزة، ويوزع جنود الجيش الطعام، وتدير إسرائيل البنية التحتية الصحية، ويدفع مواطنو إسرائيل ثمنها"، واستدركت الصحيفة: "لكن نتنياهو، الذي يعرف الثمن الاقتصادي والدولي، يستبعد هذا الخيار أيضاً".
ولا يرغب نتنياهو في تحميل الاقتصاد الإسرائيلي المتدهور جراء الحرب مزيداً من الأعباء، ويدرك الرفض الدولي لإعادة احتلال غزة بعد احتلالها بين عامي 1967 و2005.
أما "الخيار الثالث، الذي تحذر منه المؤسسة الأمنية، فهو أن يقرر نتنياهو عدم اتخاذ قرار، وبالتالي يستمر الجيش في العمل في غزة، ولكن ستستعيد حماس الحكم"، حسب الصحيفة.
وتعثرت مفاوضات صفقة تبادل الأسرى عدة مرات بسبب تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، فضلاً عن معبر رفح في القطاع، فيما شددت حركة حماس على ضرورة الانسحاب الكامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف الحرب بشكل كامل شرطاً أساسياً لقبول أي اتفاق.
ويعتقل الاحتلال في سجونه أكثر من 10300 فلسطيني، بينما يُقدّر عدد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بنحو 100 شخص، أعلنت حركة حماس عن مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية شنّها جيش الاحتلال.