جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ماكرون مع الرئيس اللبناني الجديد، عقب إنهاء اجتماع بينهما في القصر الرئاسي في بعبدا، ببيروت.
وأضاف ماكرون: "أنهيتم الفراغ السياسي الذي شهده لبنان، وأنتم تضعون لبنان على طريق التعافي"، وأكد: "نواصل مساندة لبنان ليبسط سيادته على كل الأراضي اللبنانية".
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن "بقاء لبنان بمنأى عن التدخلات الخارجية شرط لاستمرار تنفيذ وقف إطلاق النار، وسنستمر في دعم الجيش لمواصلة انتشاره في الجنوب"، وتابع: "سنعمل مع لبنان على ترسيم الحدود عند الخط الأزرق".
وتوجه ماكرون إلى الرئيس عون بالقول: "خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع سننظم مؤتمراً دولياً لحشد التمويل لإعادة إعمار لبنان ".
في المقابل، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إنه" في قلب كلِ لبناني وفي عقلِه ووجدانِه ولغتِه اليومية وتاريخِه الحيّ وثقافتِه المبدعة الكثير والكثير من فرنسا".
وتوجه عون إلى الرئيس الفرنسي قائلاً: "أتمنى منكم أنْ تشهدوا للعالم كله بأن ثقة اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت، وأن ثقة العالم بلبنان يجب أن تعودَ كاملة لأن لبنان الحقيقي الأصيل قد عاد".
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد وصل صباح اليوم الجمعة، إلى العاصمة بيروت، في أول زيارة له إلى لبنان منذ انتخاب جوزيف عون رئيساً للبلاد بعد فراغ رئاسي استمر أكثر من سنتين.
وتواجه القيادة الجديدة للبنان تحديات كبيرة، أبرزها الأزمة الاقتصادية الحادة، وملف إعادة إعمار البلاد بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وكذلك انسحاب جيش الاحتلال من المناطق التي احتلها في الجنوب.
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفاً متبادلاً بين إسرائيل وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الفائت.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و68 قتيلاً و16 ألفاً و670 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافةً إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.