ويمثل هذا التطور أحدث خرق إسرائيلي لاتفاق هش لوقف إطلاق النار بين تل أبيب وحزب الله منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن "دورية معادية معززة بدبابات ميركافا وآليات وجرافة توغلت في أطراف بيت ليف" في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية.
وأوضحت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يسبق أن توغل في بيت ليف خلال عمليات التوغل البري التي بدأت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، و"فتش جنود العدو بعض المنازل والأحراج" في البلدة.
وفي خبر لاحق ذكرت الوكالة أن "دوريات معادية تدخل بلدة بيت ليف، وتعمل عناصرها على تفتيش المنازل الواقعة لجهة بلدتي راميا والقوزح".
وإضافةً إلى هذا التوغل، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، حتى عصر الخميس، 3 خروقات أخرى، إذ قالت الوكالة اللبنانية إن "منطقة الرومية بين بيت ليف وياطر، تعرضت لقصف مدفعي معادٍ".
وصباحاً، حلَّق طيران حربي إسرائيلي مسيّر في أجواء العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية على علوٍّ منخفض، فيما حلَّقت طائرات استطلاعية على علوٍّ منخفض أيضاً في أجواء مدينة صور وقرى القضاء بمحافظة الجنوب.
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله" ارتكبت إسرائيل 344 خرقاً لوقف إطلاق النار حتى الخميس، ما أدى إجمالاً إلى سقوط 32 قتيلاً و39 جريحاً، وفق إحصاء للأناضول استناداً إلى بيانات رسمية لبنانية.
ودفعت هذه الخروقات حزب الله إلى الرد، في 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع "رويسات العلم" العسكري في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار، انسحاب إسرائيل تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 قتيلاً و16 ألفاً و664 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافةً إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وسُجل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.