وبذل الرئيس أردوغان جهوداً لضمان السلام والاستقرار في المنطقة مع بدء الحكومة المؤقتة في سوريا مهامها رسمياً، مستهلاً تلك الجهود بإجراء مباحثات مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" مارك روته، في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وفي اتصال هاتفي بينهما، أكد أردوغان لروته أن تركيا دافعت عن وحدة أراضي سوريا واستقرارها منذ اليوم الأول للحرب التي بدأت عام 2011، كما شدد على أن بلاده ستبذل قصارى جهدها للمساهمة في بناء سوريا خالية من الإرهاب.
مباحثات مع زعماء العالم
وفي اليوم نفسه، بحث الرئيس أردوغان مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، التطورات الأخيرة في سوريا وملفات إقليمية ودولية.
وأكد أردوغان خلال اتصال هاتفي مع علييف أن تركيا ستواصل دعم الشعب السوري لتحقيق الاستقرار الدائم في بلدهم.
وفي اتصال هاتفي أجراه لاحقاً مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أكد الرئيس التركي أن التطورات الأخيرة في سوريا أظهرت مدى صوابية السياسة الإنسانية والوجدانية التي تنتهجها تركيا.
ولفت إلى أن بلاده تواصل موقفها الداعم للسلام والحرية والحوار والعدالة في سوريا، مشدداً على أهمية صون وحدة الأراضي السورية وتحقيق استقرارها.
وأكد أردوغان لميلوني أن العدوان الإسرائيلي ظهر في سوريا هذه المرة، وأن هذا الموقف لا يساهم في استقرار هذا البلد العربي، مشيراً إلى ضرورة تطهيره من العناصر الإرهابية.
تأكيد دعم الشعب السوري
ومساء اليوم نفسه، بحث الرئيس التركي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التطورات الأخيرة في سوريا.
وقال الرئيس أردوغان خلال اتصال مع فون دير لاين "إن تركيا ستواصل تقديم الدعم القوي للشعب السوري في الفترة القادمة لتطهير سوريا من العناصر الإرهابية، وضمان وحدتها وحماية سلامة أراضيها، وتعايش جميع السوريين بجميع عناصرهم العرقية والدينية في سلام".
ولفت إلى أن تركيا خططت العملية المتعلقة بالعودة الطوعية للسوريين إلى بلادهم، وأن الأعمال الخاصة بإعادة إعمار سوريا ستسرع العودة.
وفي اتصال آخر مع المستشار الألماني أولاف شولتز، أكد الرئيس أردوغان أن المرحلة الجديدة مهمة لوحدة الأراضي السورية، وأن تركيا ستواصل العمل بهدف تحقيق سوريا خالية من الإرهاب.
وأضاف أن أولوية تركيا هي تهيئة الظروف اللازمة والكافية لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
والخميس، التقى أردوغان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مطار أسن بوغا الدولي بالعاصمة التركية أنقرة.
وعقب اللقاء أصدرت رئاسة دائرة الاتصال التابعة للرئاسة التركية بياناً سردت فيه فحوى الحديث الذي دار بين أردوغان وبلينكن، موضحاً أن أردوغان أشار خلال اللقاء إلى أن تركيا دعمت منذ البداية الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها وبنيتها الوحدوية.
وأضاف أردوغان أن تركيا ستتخذ التدابير من أجل أمنها القومي ضد الكيانات الإرهابية مثل "PKK\BYD\YPG" و"داعش" النشطة في سوريا.
وتابع أن تركيا باعتبارها الدولة الوحيدة في الناتو التي حاربت "داعش" وجهاً لوجه، ستمنع تنظيم "PKK" الإرهابي و امتداداته من محاولة تحويل الوضع في سوريا إلى فرصة.
وشدد أردوغان على أن تركيا لن تسمح أبداً بحدوث أي ضعف في الحرب ضد "داعش" الإرهابي. وأكد ضرورة عمل المجتمع الدولي معاً من أجل إحياء وإعادة بناء المؤسسات في سوريا.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.