سجن صيدنايا في دمشق بعد أن دخله الأهالي للبحث عن ذويهم / صورة: AFP  (AFP)
تابعنا

وحموي هو أول لبناني يصل بلاده بعد تحريره مع لبنانيين آخرين (غير محدد عددهم بعد) من المعتقلات التابعة للنظام السوري، قال في مقابلة مع الأناضول: "لم يكن لديّ أي أمل في الخروج من السجن والعودة إلى وطني وبيتي".

اعتُقل حموي على يد عناصر استخبارات الجيش السوري عام 1991 بتهمة الانتماء إلى حزب "القوات اللبنانية" المعروف بمعارضته للوجود السوري في لبنان، وهو بين مئات اللبنانيين المفقودين في السجون السورية، وفقاً لمنظمات حقوقية لبنانية.

قال حموي: "كنت محكوماً بالمؤبد في سجن صيدنايا، وها أنا ذا عدت اليوم إلى نفس المنزل الذي اعتُقلت منه في بلدتي شكا (شماليّ لبنان) على يد عناصر من المخابرات السورية قبل 33 عاماً".

وروى أنه تنقّل بين سجن عنجر (شرقيّ لبنان) الذي كان تحت إدارة النظام السوري آنذاك، مروراً بسجنين في دمشق واللاذقية، وصولاً إلى سجن صيدنايا ذائع الصيت، وأضاف: "خلال فترات الاعتقال كنت في السجن الانفرادي على مدى 15 عاماً، قُبيل نقلي إلى سجن صيدنايا حيث أصبحت في زنزانة جماعية".

خروج سريع

وحول ظروف الاعتقال قال حموي: "كل ما عشته وتنفسته من لحظة الاعتقال هناك كان عذاباً، شعوراً ممزوجاً باليأس والحرمان، ولم يكُن لديّ أي أمل أنني سأخرج من المعتقل"، وتابع: "لم يكن هناك أي زيارات وكان التواصل مع الأهل والأقارب ممنوعاً بتاتاً، وأعتقد أنه كان في الإعلام تقصير تجاه مأساتنا".

وعن خروجه من الاعتقال قال: "كنا نعلم أن في الخارج أحداثاً، لكننا لم نكن نتوقع الخروج من السجن بهذه السرعة"، وأردف: "سمعت طلقات نارية ولم أعلم مَن الذي أخرجني، مشيت نحو 15 كيلومتراً قبل أن يقلّني أحدهم إلى لبنان".

وأفادت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية في وقت سابق الاثنين، بأن "حموي هو من أوائل الأسرى الذين عادوا إلى لبنان، في خطوة بعثت الأمل في عودة باقي المفقودين والمعتقلين اللبنانيين".

ووفقاً لتقارير دولية، يقع سجن صيدنايا العسكري الذي يوصف بـ"المسلخ البشري" على بُعد 30 كيلومتراً من دمشق، وأصبح بعد مارس/آذار 2011 مركزاً لاعتقال المتظاهرين السلميين وعناصر المعارضة العسكرية.

وتشير التقارير إلى أن آلافاً قُتلوا قتلاً منظماً وسرياً داخل السجن، حيث نفّذ النظام إعدامات جماعية بلا محاكمات بين عامَي 2011 و2015، بمعدل يصل إلى 50 شخصاً في الأسبوع.

وفجر الأحد دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في محافظتي حلب وإدلب اللتين سيطرت عليهما الفصائل، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيراً دمشق.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً